فول «أولاد موسى» ملك السحور في أسوان

تصوير:رحاب مجدي

رحاب مجدي

لا يأتي شهر رمضان الكريم، إلا ويأتي ذكر ملك مائدة السحور "طبق الفول أبو وش بيلمع"، ولا يأتي ذكر الفول إلا ويأتي ذكر "أولاد موسى" أحد أشهر قلاع الفول والمأكولات الشعبية بمحافظة أسوان.

يقول حسن موسى سالم، الذي يمثل الجيل الثالث من عائلته في إدارة المحل: "إحنا بنشتغل من أكتر من 60 سنة من أيام جدي موسى الحريجي رحمة الله عليه، زمان جدي كان بيعمل الفول المدمس كان يحفر حفرة في الأرض ويحط خشب ويولعها نار ويحط عليها القدرة تطلع أحلى فول وبعد ما كبر نشاطنا فتحنا المحل ولما جدي تُوفي غيرنا اسم المحل من موسى لأولاد موسى".

وأكد حسن لـ"مصر الناس"، أن أبناء العائلة فضلوا استكمال مسيرة جدهم لآنهم أحبوا المجال وأصبحت المهنة تجري بدمائهم لافتًا إلى تولي خمسة من أبناء العائلة مهمة إدارة المحل.

وتحدث عن طبيعة العمل بالمحل قائلًا: "زي ما الناس بتورث المال والأراضي من أهاليهم إحنا ورثنا سمعة جدي وحب الناس له وإتقانه و ضميره في شغله و لغاية دلوقتي بنستعمل الفول البلدي عشان تطلع الحباية سليمة مش مهروسة في المياه اتعلمنا كتير من الشغل في المحل وأهم حاجة اتعلمناها الصبر لأننا بنتعامل مع ناس وطباع مختلفة و لازم نراضي الناس كلها، محدش بيمشي من عندنا زعلان حتي إن السعر دلوقتي مُوحد لأصغر علب الفول بثلاثة جنيه بس، إحنا لسة بنطلع الكيس أبو جنيه حفاظًا على تراث جدي رحمة الله عليه ومراعاة لظروف الناس الصعبة الفترة دي".

وحكى حسن عن رمضان وأجوائه، قائلًا: "إنه بالرغم من زيادة الطلب في الشهر الكريم إلا أننا شايفين أن الناس تعبانة ومش قادرة اللي كان بيشتري طلبات بـ5 جنيهات بقي يشتري بـ2 و3 بس، رمضان زمان غير دلوقتي خالص كل حاجة اختلفت حتي روح رمضان الجميلة اللي كانت بتونسنا دلوقتي بقت الأيام بتجري و مش بنحس بيها".

وخلال تواجد "مصر الناس" في محيط المحل، كانت سيدة في أواخر الخمسينيات من عمرها، بشوشة الوجه تمسك بيداها طفلًا صغيرًا لا يتجاوز عمره التاسعة وكيسًا يحمل شعار المحل، فاقتربنا منها وتوجهنا لها بالسؤال عما تحلمه داخل الكيس، فأجابت "علبة الفول عشان السحور" ثم أكملت "أنا من يوم ما اتجوزت وسكنت جنب المحل وإحنا دايما بنتعامل معاهم وأولادي اتربوا على فول أولاد موسى وده حفيدي كنت بعرفه المكان عشان يجيبلنا دايما فول وطعمية من هنا".


الكاتب

رحاب مجدي> رحاب مجدي

شارك برأيك