فيديو.. «الخيامية».. فن فرعوني يصارع من أجل البقاء


مصر الناس

كتبت-إيفون مدحت، أحلام المنسي

شهدت الحياة تحولًا كبيرًا على المستويين الاجتماعي والصناعي منذ ظهور التكنولوجيا التي يهدد تطورها عددًا من المهن التي اعتادها البشر ولاسيما الحرف اليدوية التي أصبحت في صراع مع التطور من أجل البقاء والاستمرار.

«الصناعة دي بتنتهي».. بصوت ملأه الشجن عبر حسن كمال، صاحب أحد محال صناعة الخيامية بمنطقة الغورية، لـ«مصر الناس»، عن شعوره بالقلق تجاه اندثار هذا النوع من الفنون، الذي قضى فيه قرابة 40 عامًا.

ووسط لوحاته القماشية المزخرفة التي تعبر عن مراحل تاريخية مختلفة، أوضح السبب في مواجهة الخيامية مستقبلًا مجهولًا، بقوله إن السوق يعاني ركودًا نتيجة ضعف النشاط السياحي، وعدم وجود بزارات كافية لعرض الإنتاج، ذلك بالإضافة إلى ارتفاع أسعار منتجاتها مقارنة بأنواع الأنسجة الأخرى لكونها فنًا يدويًا من الألف للياء.

وفي رحلة بحثه عن إيجاد مخرجًا لهذه الأزمة التي تعرض صناعة الخيامية للانقراض، تمنى أن تبذل الدولة والجهات المختصة مزيدًا من الجهد لتنشيط السياحة، مع تدريس هذا الفن للطلاب في مدارس التعليم الفني.

وبالرغم من كونه يرى أنها تشهد عزوفًا من الحرفيين الفترة الحالية لتراجع حركة البيع والشراء، وكذلك القدرة الشرائية لدى المواطنين، إلا أنه أبدى شعوره بالفخر بامتهان صناعة تعود للعصر الفرعوني.

فقد ظهر فن الخيامية لأول مرة في عهد الفراعنة لكنه ازدهر بشكل كبير مع الفتح الإسلامي وبالأخص في العهدين الفاطمي والمملوكي، حيث انتقل من الزخرفة على الجلود إلى الأقمشة، وبالرغم من إهماله حاليًا على المستوى المحلي إلا أنه يشهد رواجًا في الدول الأوروبية والعربية.

وبالتجول في سوق الخيامية الذي يقع أمام باب زويلة، بمنطقة الغورية في مصر القديمة، تجد الخيامية قد امتدت لمنتجات أخرى بخلاف الخيام والمعلقات على الجدران، مثل مفارش الأسرة والخداديات الصغيرة والأزياء، والتي يعتمد أسعارها على عدد الغرز التي يتم تطريزها في القطعة الواحدة.

وتظل مجابهة صانعي الخيامية انقراض هذه الحرفة قائمة ومستمرة، ما ظهر في تكثيف اهتمامهم بالتصميمات وتنوع الغرز التي يطرزونها على الأقمشة باستخدام الألوان الزاهية والخيوط البارزة، في محاولة منهم لإحياء الصناعة وإبقائها في الوجود.


الكاتب

مصر الناس> مصر الناس

شارك برأيك