كيف نقل الفراعنة أحجار المعابد والمسلات؟


بسمة رشاد

 إعداد وكتابة: بسمة رشاد

هل تسألت من أين أتت أحجار المعابد والمسلات وكيف نقلت هذه التماثيل العملاقة، حلت البعثة المصرية في مارس 2019 هذا اللغز، بعد العثور علي الميناء الرئيسي الذي كان يستخدم لنقل الأحجار من منطقة محاجر جبل السلسلة بأسوان عبر نهر النيل.

 

 

يقع هذا الميناء على الضفة الشرقية لنهر النيل بامتداد حوالى 100متر، ويبتعد عن المحجر الكبير بالمنطقة رقم 34 حوالي 200متر، وميناء جبل السلسة كان مطمورًا بالرديم وطمي النيل والحشائش،وبعدما قامت البعثة بإزالتها وتنظيفها ظهرت العديد من العلامات والنقوش وأماكن ربط المراكب والقوارب؛ تمهيداً لتحميل الأحجار عليها.

 

 

ومن جانبه قال عبد المنعم سعيد مدير عام آثار أسوان والنوبة، إن منطقة جبل السلسلة تنقسم إلى جزء شرقي وآخر غربي، وتتوافد على المنطقة بعثات متتالية مصرية وسويدية بداية من 2012، حيث اكتشفت عدة أماكن من مقابر ومقاصير، وكان أحدثها هذا الميناء الذي كان يستخدم في نقل الأحجار من محاجر جبل السلسلة التي تعد من أكبر وأهم المحاجر المستخدمة لقطع الحجر الرملي بمصر حيث تضم أكثر من 104 محجر، وهذه المنطقة  أستخدمت في نهاية العصر الفرعوني وبداية العصر الروماني كورشة لصناعة التماثيل والمسلات التي كانت تنقل  لبناء المعابد.

 

قطعة أثرية غير مكتملة من بقايا المحاجر

ويفسر هذا الاكتشاف وجود العدد الكبير من المحاجر في المنطقة، والعثور على ورشة لصناعة العناصر المعمارية على يد البعثة السويدية، حيث عثر علي بقايا تماثيل وأحجار غير مكتملة مثل لوحة مستديرة فارغة، وتمثال صغير علي هيئة ثعبان الكوبرا ملفوفة والتي يرجح أن يكون تم صنعها لتتويج رأس التمثال.

كما تم الكشف ايضاً عن عن جزء من تمثال آخر علي هيئة كبش و لكنه صغير الحجم، بالإضافة إلى مئات من كسرات حجرية عليها كتابات هيروغليفية كان من المفترض أن تنقل للمعابد عن طريق الميناء.

شاهد.. فيديوجراف توضيحي أين كانت تذهب السفن المحملة بالأحجار؟

 

وأضاف محمد على مفتش أثار كوم أمبو، وأحد أعضاء الفريق المصري الكشفي، أن البعثة ستكمل عملية البحث في منطقة جبل السلسلة التي تعد من أهم المناطق الأثرية في أسوان، وأن الاكتشافات السابقة من مقابر وهياكل لأطفال وأمهات وأماكن للعبادة تؤكد أن هذه المنطقة كانت تشكل مجتمع متكامل خلال الأسر الفرعونية والعصر الحديث.

 

فريق البعثة أثناء التنقيب

هذا التقرير نشر كجزء من مشاركة الكاتبة فى ورشة الصحافة العلمية " الكتابة فى المجال العلمى" تحت عنوان "العلم حكاية" والتى نظمها معهد جوته والهيئة الألمانية للتبادل الثقافى DAAD مصر، وهى الورشة المدعومة من وزارة الخارجية الألمانية.

 

 


الكاتب

بسمة رشاد> بسمة رشاد

شارك برأيك