صدام كيلاني .. مكث تحت الماء 100 ساعة ويقاتل من أجل «جينيس»


دينا النجار

"أتمنى في المستقبل أقابل حد يقولي بسببك أنا ما استسلمتش" ، بهذ الكلمات بدأ صدام كيلاني، ابن مدينة الإسماعيلية، وصاحب الـ30 عامًا حديثه لـ«مصر الناس»، عن حلمه بتحطيم الرقم القياسي لأطول غطسة في العالم والتسجيل في موسوعة جينيس.

لم يكن الأمر سهلًا أمام خريج كلية السياحة والفنادق الذي جاء إلى شرم الشيخ ليعمل في مجال دراسته، ليقترح عليه أحد الأصدقاء تجربة الغطس للاستمتاع به كعادة زوار هذه المدينة السياحية التي تتمتع بالكثير من محميات الشعب المرجانية، ليصبح بعدها أحد أشهر الغطاسين في مدينتي شرم الشيخ ودهب.

من الهواية للإدمان.. لحلم موسوعة جينيس

بدأ هاوي ثم دارس حتى أدمن الغطس، وأصبح من مدربيه عام 2012، وتعلم من أجله عدة لغات منها الإنجليزية والروسية والألمانية والإيطالية الإسبانية، وشجعه على ذلك تعامله مع الكثير من السياح، بالإضافة إلى سعيه لدراسة لغة الإشارة ليصبح أول مدرب غطس للصم والبكم في مصر.

"كل الناس بتقرأ التاريخ ولكن قليل من بيصنعه، وبسعى أني أكون واحد من الأشخاص اللي يغيروا التاريخ"، استكمل حديثه موضحًا أنه واصل عمله كمدرب حتى تنامى إلى مسامعه  حصول الكابتن أحمد جبر على رقمًا في موسوعة جينيس بعد تسجيله أعمق غطسة على عمق 330 مترًا، ليبدأ التفكير في كسر الرقم العالمي لأطول غطسة في العالم.

"أول مرة كنت أسمع عن تحقيق أرقام قياسية في الرياضة اللي أنا بحبها، وقولت لمدربي على الفكرة استغرب شوية وقالي طب نجرب مش هنخسر حاجة، وكنت بشتغل وبتدرب في نفس الوقت، وكل اللي حواليا كانوا بيشجعوني حتى لو مش مقتنعين بالفكرة بس عشان صديقهم وبيحاولوا يدعموه"، واستمر صدام في التدريب والعمل سعيًا للوصول إلى هدفه..

تحطيم الرقم المصري والإفريقي والعربي في الغطس

نحجت محاولاته المستمرة بالتنسيق مع فريق العمل المتطوع الذي استطاع تكوينه من أطباء ومحكمين ومساعدين، في المكوث لمدة 48 ساعة تحت الماء؛ ليكسر بذلك الرقم القياسي المصري والإفريقي والعربي.

وتابع، أن الأمر لم يكن  سهلًا وتطلب مني التغيب عن العمل لكي أستطيع التمرين على الغطس فترة طويلة وبدأت بالتمرين في حمام سباحة لمدة 6 ثم 8 ثم 10ساعات، حتى انتقلت للتدريب في البحر وحققت هذا الرقم.

معوقات في طريق الحلم وإصرار على تحقيقه

التسجيل في الموسوعة العالمية، بات حُلمه الذي يصارع عليه بمفرده، فهو ليس مسجلاً ضمن الاتحاد المصري للغواصين، كما لا يتلق الدعم من أحد الرعاة، ولا يمتلك  رسوم التسجيل في «جينيس» والتي تقدر بحوالي 7500 دولار، أو حتى يمكنه أخذ إجازات طويلة قبل التمرين ليحقق حلمه، بسبب التزماته المادية.

تحقيق رقمًا قياسيًا جديد والاقتراب من الحُلم

وبالرغم من الصعوبات التي تواجهه، إلا أنه استطاع تحقيق رقمًا قياسيًا جديدًا بعد نجاحه في المكوث لمدة 100 ساعة و20 دقيقة تحت الماء، بعد تدريبات عن كيفية تناول الطعام، والشراب، والنوم، والصلاة في أعماق البحر، ومازال يتدرب بجهودة الذاتية لكسر الرقم العالمي 150 ساعة، طامحًا في أن يتبنى الاتحاد المصري للغوص، ووزارتي الشباب والرياضة، والسياحة، وأحد الرعاة حُلمه ليرفع به اسم مصر عاليًا.

- شاهد الغواص المصري صدام كيلاني يُصلي تحت الماء في تحدي أطول غطسة في العالم:

ولمشاهدته خلال تناوله الطعام تحت الماء:


الكاتب

دينا النجار> دينا النجار

شارك برأيك