رضا حمد.. يبدع في تنس الطاولة بدون زراعين وحلمه أولمبياد 2020

صورة أرشيفية

دينا النجار

حرص والداه على تعليمه منذ الصغر، لقناعتهم بأن التعليم قد يكون المهارة الوحيدة التي يمتلكها رضا حمد الذي وُلد قبل ثلاثين عامًا دون زراعين في قرية فوه، بمحافظة كفر الشيخ.

"من وجهة نظرهم أنا غير صالح لأي شيء سوى التعليم لأني لا أستطيع تعلم أي حرفة لكنني أثبت لهم العكس حينما أصبحت ثاني لاعب يمثل مصر في تنس الطاولة بدون زراعين خلال بطولة الجمهورية".. هكذا بدأ رضا حمد قصته لـ"مصر الناس".

وبوجه بشوش لا تفارقه الابتسامة، تابع: "أنا بحمد ربنا كل يوم أنه خلقني بدون زراعين لأنه عطاني نعم كثيرة وأنا مؤمن أن وراء كل محنة منحة".

وواصل حديثه عن عقبات واجهته في مراحل دراسته الجامعية حيث درس في كلية الدرسات الإسلامية بمركز دسوق، الذي يبعد عن محل إقامته وكان ذلك بمثابة عائقًا يحول دون بلوغ هدفه، لكنه أتم دراسته بنجاح وعمل معلمًا وربما كانت إعاقته سببًا في تحفيزه على عدم الاكتفاء بالشرح الشفهي لطلابه، وتعلم مهارات الكتابة بالفم والقدم في وقت قصير.

وعلى جانب آخر، تفوق رضا في لعبة تنس الطاولة التي أحرز فيها عدة بطولات محلية، وعن ذلك قال: "مسكت المضرب أول مرة بدروسي وسناني ولسة آثار دروسي وسناني محفورة عليه، كان عندي 15 سنة لما التحقت بمركز شباب القرية واتعرض عليا ألعاب تانية، لكن أنا حبيت التنس".

وبعد توقف حلمه 15 عامًا إثر توقف نشاط المركز الذي كان يمارس نشاطه الرياضي فيه، تجدد الأمل لديه بعدما مثل الكابتن إبراهيم حمتو لاعب المنتخب الوطني لتنس الطاولة مصر في الألومبياد الماضية بدون زراعين، وشجعه ذلك على العودة للتدريب مرة أخرى، وشارك في بطولة الجمهورية استعدادًا للمشاركة في أولمبياد 2020؛ ليصبح ثاني لاعب يمثل مصر في تنس الطاولة بدون زراعين، على حد قوله.

وبالرغم من خسارته في بطولة الجمهورية إلا أنه فخور بتأهله بعد عودته للتدريب منذ فترة قصيرة، موضحًا أنه فور انضمامه في التدريبات حقق تميزًا كبيرًا، وأكد المدربين له فرصته الكبيرة في خوض بطولة الأولمبياد المقبلة؛ لارتفاع نسبة المشاركين من ذوي الاحتياجات الخاصة في البطولة، لذا يواصل تدريباته بشكل مكثف بنادي الشركة المصرية للملاحة بالإسكندرية، سعيًا للتميز وليس المشاركة فقط.

"زوجتي وأسرتي ساعدوني كثيرًا في تخطي العقبات التي واجهتني، وأتمني أن أكون فخرًا لأطفالي الـ5 وأحصل على البطولة"، هكذا علق على العقبات التي تواجهه، وتعد مشقة الانتقال من محافظته إلى محافظة الإسكندرية حيث مكان التدريب حاليًا أكبرها.

ليست تكلفة الانتقالات والوقت المهدر وحدها فقط ما يؤرقه، بل تكثيف مدرة التدريب قبل البطولة وتغير ظروف المعيشة والسكن ومكان العمل في المستقبل، ولكنه يصرعلى تحقيق حلمه مهما كلفه الأمر.

 

 


الكاتب

دينا النجار> دينا النجار

شارك برأيك