كتبت-إسراء عبده

في شارع المعز لدين الله الفاطمي، يقع مجمع السلطان قلاوون الذي يقع بقلبه ضريح السلطان قلاوون، مدرسة ومسجد، والبيمارستان.

"بيمارستان" هي كلمة فارسية تعني مكان المريض أي مستشفى حاليًا، أُنشئ البيمارستان عام 1284م/683هـ، في عهد "السلطان المنصور قلاوون" وكان وقتها أكبر بيمارستان خيري في مصر وثاني بيمارستان في الشرق الأوسط بعد البيمارستان النوري بدمشق الذي أنشأه الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان.

وكان للبيمارستان المنصوري 4 أقسام منفصلة، قُسمت للجراحة وطب العيون والأمراض الباطنية والأمراض العقلية.

واشتهر البيمارستان بالقسم الخاص لعلاج الأمراض النفسية، فعلى عكس ما شاع في الغرب وقتها بأن المريض النفسي عليه لعنة من الآلهة، أو مصاب بمس شيطاني ما كان يقودهم إلى قتل المرضى النفسيين، اهتمت الحضارة الإسلامية بدمج المرضى النفسيين في المجتمع.

تكونت مستشفى الأمراض العقلية من قسمين، قسم خاص بالرجال، وآخر للنساء، وخُصص لكل مريض عدد من الأطباء المتميزين على حسب الحالة ومرافقان.

كما احتوت على عنابر معزولة مخصصة لمن يعانون حالات اضطراب وصعوبة في النوم مبطنة بجلد الماعز، ومواد لعزل الصوت عن المريض، إضافة إلى وجود 'القصاصين" الذين يسردون على المرضى الحكايات لمساعدتهم على النوم بهدوء.

ومن ضمن ما تميز به البيمارستان، إعطاء كل مريض يُشفى مبلغًا من المال يعينه على تلبية احتياجات المعيشة أثناء قضاء فترة النقاهة لحين العودة لمزاولة عمله.

وغابت الطبقية الإجتماعية عن تلك الحقبة حيث كان باب البيمارستان المنصوري مفتوح للأمراء والعوام على حد سواء.

لم يتبقى من البيمارستان حاليًا إلا القليل، فقد تهدم معظم القسم الخاص بالنساء ولم يتبقى منه إلا القليل، وقسم الرجال لايتبقى منه سوى عدد قليل من العنابر، ومغطس للمياه الكبريتية، وفسقية رخامية تنساب إليها المياه على سلسبيل صغير اُقيم لتهدئة المرضى ومساعدتهم على الإسترخاء.