الرسم على الأثاث إحياء لكل ما هو قديم


آلاء سعد

زيارة لمنزل يحمل بين جدرانه ذكرياتك قد تجعلك تعيد اكتشاف ذاتك، بعد أن أخذتك الحياة بأعبائها ومسؤولياتها، مثلما حدث مع مريم أنور، الفتاة القاهرية، التي بدأت قصتها عند زيارتها لبيت جدتها، وتأملها أحد الكراسي القديمة، الذي يحمل في أخشابه العتيقة ذكريات كثيرة، ما دفعها إلى تزيينه مستغلة عشقها للرسم والألوان.

قالت مريم، صاحبة الـ 30 عامًا: "مش متخيلة أن الرسم هيعجب عيلتي ويشجعوني إني أكمل"، ومن هنا لمعت في ذهنها الرسم على الأثاث القديم المصنوع من الخشب المُهمَل.

 

في 2005، تخرجت مريم في كلية الفنون الجميلة، قسم جرافيك "رسوم متحركة"، لتعمل فى إحدى شركات الإنتاج الكرتوني الرائدة لمدة 6 سنوات، استطاعت خلالها تحقيق الكثير من النجاحات، إلى أن تزوجت ورُزقت بطفلين، لتنشغل مع أسرتها تاركة هوايتها واهتماماتها، لكنها شغفها أعادها لممارسة هوايتها مجددًا.

الربح ليس هدفها الأساسي، فهي تسعى لنشر فن اختيار الألوان، مناهضة فكرة عدم التجديد في الديكورات، وانحصار ألوان الأثاث أو الدهان في الأسود والبني الغامق.

بتكلفة بسيطة وخامة جيدة تستخدم مريم ألوان "اللاتيه" في الرسم على الأثاث لدرجة ثباتها العالية على الأخشاب.

"الفيسبوك" كان وسيلة مريم للترويج عن منتجاتها، عن طريق صفحتها التي تحمل نفس اسمها مريم أنور، لكنها واجهت صعوبة تمثلت في الفكرة السلبية عن الشراء "أون لاين"، ليأتي أحد أصدقائها ليقترح عليها فكرة عرض أعمالها في أحد المعارض، وهو ما أتاح لها الفرصة في عرض أعمالها بشكل مباشر.

تروي مريم تجربتها الأولى في الاختلاط بالجمهور قائلة: "عملت المعرض بتاعي في بيت السناري وماكنتش متخيلة كم الإعجاب ده من الناس، لدرجة إن جالي عروض من مزارات وجاليرهات كبيرة".

بعيون وصوت لا يخلو من فرحة النجاح تختتم مريم حديثها قائلة: "لكل مجتهد نصيب".

إن قصص النجاح التي سمعنا ومازالت نسمع عنها، تؤكد لنا أن النجاح لا يأتي من فراغ وإنما جهد يبذله الساعون له، فكما قيل "إذا لم تفشل فلن تعمل بجد".


الكاتب

آلاء سعد> آلاء سعد

شارك برأيك