شارع النبى دانيال.. رمز لحرية المعتقد الدينى ومكتبة للبسطاء بالإسكندرية

بوابة الكنيسة المرقسية بشارع النبى دانيال. تصوير "دينا النجار"

دينا النجار

يقع على بعد أمتار من ميدان محطة الرمل، وميدان سعد زغلول بالإسكندرية، شارع النبي دانيال أحد أهم شوارع المحافظة، بل وأكثرهم توافدًا يوميًا من قبل المارة.

تعود أهمية الشارع، لاحتضانه الديانات السماوية الثلاثة ممثلة في دور عبادتها حيث يوجد بالشارع الكنيسة المرقسية التي بناها القديس مرقس مبشر المسيحية في مصر، ومعبد "إلياهو" اليهودى الذي يتوافد علية اليهود حتى الآن رغم قلة عددهم الملحوظة في مصر بالوقت الحالي بالإضافة إلى مسجد النبي دانيال الذي يقام فيه شعائر وصلوات المسلمين.

جمع هذا الشارع بين المعتقدات الدينية لليهود والمسيحيين والمسلمين، دون تفرقة أو تمييز أو أضطهاد. وبات الشارع مؤخرًا يشتهر بتجارة الأجهزة الإلكترونية كما يتواجد به أقدم سوق لبيع الكتب بالإسكندرية.

حكايات زمان

"كان في أجانب بيجوا كتير يزوروا الشارع وكانوا بيجوا للمعبد اليهودى والجامع والكنيسة، دلوقتى الزيارات قلت عن زمان"، بهذة الكلمات بدأت أم محمد صاحبة محل خردوات بالشارع في سرد تاريخ الشارع لـ "مصر الناس"، مبرزة التغيرات التي طرأت عليه واصفة الشارع بمزار سياحي لوجود معالم آثرية دينية فيه ومراكز ثقافية محيطة به.

وأعتبرت التوترات الأمنية الحالية أحد اسباب تراجع عدد الزيارات للمعالم الآثرية بالمنطقة. 

فيما قال الحاج أحمد من أقدم اصحاب أكشاك بيع الكتب فى المكان : "أنا اقدم حد هنا زمان كانوا بيجوا أجانب ويشتروا الكتب المترجمة عن التاريخ دلوقتى محدش بيهتم". ولفت أن معدلات البيع حاليًا تقتصر على الروايات والقصص حيث أنخفضت مبيعات الكتب العلمية والتاريخية وكتب اللغات.  وأخذ الحاج أحمد على المحافظة هدم وتبوير أكشاك الكتب الموجودة بالحي معتبرًا هذه الأكشاك بمثابة مكتبة الإسكندرية للبسطاء والطلاب.

مدخل شارع النبى دانيال بالأسكندرية

والنبي دانيال هو أحد أنبياء بني إسرائيل بينما سُمي مسجد النبي دانيال بهذا الاسم نسبة للعالم العراقي "محمد بن دانيال الموصولي"، وهو أحد شيوخ المذهب الشافعي في العراق، والذي قدم للإسكندرية وتوفى ودُفن في ضريح داخل المسجد.

التخطيط الهيبودامي 

وعن تاريخ الشارع روى لنا الشيخ عبدالله، حارس عقار قائلا : "أصحاب العمارة جابونى أحرسها بعد انتشار أخبار عن حفر جوة عمارات الشارع بيتقال أن تحتها آثار".

وروي لـ "مصر الناس" قصص الممرات الموجودة أسفل شارع النبي دانيال، والتي تم اكتشافها بعد حادثة سقوط سيدة فى حفرة بالشارع. ويرجع بناء الممرات للإسكندر الأكبر الذي أنشئ الشارع فى القرن السادس عشر قبل الميلاد، وتم بناء الممرات لمقاومة الهجمات التي تأتى عن طريق البحر.

ويعود الإعتقاد بوجود آثار أسفل الشارع، نظرًا لأنه شارع رئيسي من شوارع الإسكندرية القديمة، يتوسطه العديد من المناطق الحيوية بالاسكندرية. وتم بناء الحي المجود فيه شارع النبي دانيال على طراز التخطيط "الهيبودامي" ويعني الشكل الشبكي أو رقعة الشطرنج. ويتوسط المركز الثقافي الفرنسي شارع النبي دانيال كما يقع على بعد أمتار من تقاطعه مركز الخرية للإبداع أحد أهم المراكز اثقافية بالمحافظة.


الكاتب

دينا النجار> دينا النجار

شارك برأيك