البيوت النوبية.. مزار سياحي يقصده السياح

بيت الضيافة (نوبى دريم) الغني بالألوان على طراز المنازل النوبية

دينا محمود

في أحد البيوت النوبية، قرية البليدة، غرب أسوان، تعيش السيدة وداد محمود، أخصائية اجتماعية، مع والدتها المسنة وأبنائها الثلاثة الذين ترعاهم وتقوم على تربيتهم وحدها منذ 10 سنوات بعد وفاة زوجها.

على الرغم من اشتغالها في إحدى مدارس القرية، فإنها لا تكفي لتلبية احتياجاتها المادية هي وأسرتها، فما كان لها إلا أن تستغل منزلها ذات الطابع النوبي في كسب المال عن طريق تأجير بعض الغرف للسائحين، حيث تمكنت من التعاون مع بعض شركات السياحة التي تبحث عن بيوت كهذه من أجل ترفيه السائحين.

مدخل مبيت (نوبى دريم) 

يفضل السياح الأجانب منهم والمصريين المبيت في مثل تلك البيوت، وقضاء الوقت في القرى النوبية للتمتع بجمال المباني، وروعة الرسومات المزخرفة على الجدران، وبهجة الألوان، فضلًا عن مشاهدة الأعمال اليدوية التي تصنعها النساء في البيوت مثل: (الشَوَّر، الكرج، الكنتي) وهي أدوات تصنعها المرأة النوبية من خوص النخيل لاستخدامها بالمنزل.

استقبلت السيدة وداد العديد والعديد من السائحين في منزلها، وفي كل مرة كانت تُقام مراسم خاصة لاستقبال السياح حيث يبدأون بالتعرف عليها هي وأولادها -الذين يساعدوها دائمًا في إعداد الغرف للضيوف- ثم تُقدم لهم الطعام من الأكلات النوبية ذو الطعم الشهي، وبعد الانتهاء من الطعام، يأتون لمشاركتها غسل الأواني، وبعد ذلك تُعِدْ لهم الشاي النوبي.

جدار مبيت (نوبى دريم) مرسوم عليه أشجار فوق نهر النيل 

يمرح السياح كثيرًا في بيت السيدة وداد، فالرجال منهم يحبذون لعب الألعاب النوبية المختلفة مع أهل القرية ويستمتعون بالحديث معهم، أما النساء فيقومن برسم الحنة.

سعدت وداد بالدخل الوفير الذي أتاها جراء عملها بالسياحة، ولكن بعد أن توالت الأحداث في الآونة الأخيرة؛ تراجعت السياحة وانخفض معدل الزوار، مما أثر بدوره على دخلها الاقتصادي، ليست هي فقط، بل أغلب أهل القرية من اعتمدوا على بيوتهم النوبية كمقصد سياحي لكسب الرزق واتخذوا من السياحة مصدر دخل أولي؛ تسبب ذلك في دنو مستواهم المعيشي.

لا تطلب السيدة وداد شيئًا من الدولة، كل ما تتمناه هو أن يعود الأمن لتستقر الأوضاع بالبلد وتعود السياحة لسابق عهدها حتى لا تضطر لبيع أساس منزلها كما فعل كثيرين من الأهالي.


الكاتب

دينا محمود> دينا محمود

شارك برأيك