«الست اعتماد» تثبت أن الهواية وحب الفن ليس لهما وقت أو ميعاد

تصوير: حنان الميهي

حنان الميهي

عندما ترى طلاب كلية الفنون الجميلة يتجولون في معرضٍ للفن التشكيلي، فهو أمر مألوف، وعندما ترى الفنانين يتجولون في أروقة قصور الثقافة ليحضروا حفلًا أو ليشهدوا افتتاح معرضًا للنسيج، فالأمر يبدوا عاديًا بامتياز، ولكن ليس من المألوف ولا من طبائع العادات أن ترى امرأة تجاوزت سن المعاش تطوف المعارض الفنية والأثرية، ولا يفوتها افتتاح معرض أو زيارة أثر، ليس لشيءٍ سوى أنها شغوفة بالفن والآثار.

اعتماد عبد الله، ربة منزل، عاشت مع فنانٍ هاوٍ للرسم، لتتذوق الفن مع زوجها بهوايته التي عشقتها، وبحثت هي الأخرى عن هواية فنية تستطيع من خلالها أن تترك لروحها العنان لتُبدع أي شيء لتجد أخيرًا ضالتها في أعمال الإبرة كـ"الكروشية والليسية"، وبعدما تُوفي زوجها وتركها لتربي أبنائها، ربتهم على حب الفن وتذوقه، لتُصبح ابنتها يُمنى كمال، مصورة فوتوغرافية.

"أنا موجهتش يمنى لحاجة، هي اللي بتحب التصوير وموهوبة بيه، وبتيجي معايا كل المتاحف والزيارات الأثرية لما بتكون فاضية"، تحكي الست اعتماد لـ"مصر الناس"، عن ابنتها التي ربتها على حب الفن وتذوقه، نافيةً أن تكون قد وجهتها لشيء، ولكنها دون أن تدري زرعت فيها شغفًا وكبرته باصطحابها معها في زياراتها المتكررة والمنتظمة للمتاحف والمعارض الفنية والأماكن الأثرية.

وتواصل اعتماد حديثها: "في ناس كتير بتحب الفن لكن مفكروش يعطوه وقت من وقتهم، لكن أنا لقيت عندي وقت بستغله في صلة الرحم وزيارات الأهل، وفي زيارة المتاحف والمعارض"، بفلسفةٍ بسيطة وروحٍ عاشقة للحياة تملأ اعتماد حياتها وتجددها مع الفن، فلم تقل إنها أصبحت كبيرة على أن تتبع هوايتها وتلاحق شغفها، بل سعت وتحركت لكي تصنع حياة، فلن تقف الحياة عند سن أو حدث، وها هي تصطحب كاميرتها معها لتلتقط صورًا للنقاش في جمالياتها هي وابنتها الشغوفة بالتصوير، وتنقل لها حب الحياة والفن دونما توجيه.

اعتماد هي نموذج يُحتذى به لكل امرأة أخذت لقب "ربة منزل" وظنت أن هذا اللقب يصاحبه الجلوس في المنزل كأنه السجن المؤبد، إنها ربة منزل، ومُربية أجيال، وزارعة للفن في أبنائها، وباحثةً عن هواية تشغل وقتها التي تأبى أن تضيعه في الجلوس أمام التلفاز، بل قررت أن تذهب وترى وتتذوق طعم الفن التي لطالما تذوقته في لوحات زوجها الراحل.


الكاتب

حنان الميهي> حنان الميهي

شارك برأيك