عرائس يدخلن القفص الذهبي في قصر «ألكسان باشا» الأثري بأسيوط

عروس تلتقط صور زفافها داخل قصر أليكسان باشا بمحافظة أسيوط - صورة أرشيفية

صابرين عبد الجليل

تحول قصر "ألكسان باشا" الأثري أفخم وأقدم قصور محافظة أسيوط، إلى عنصر جذب أمام فتيات كثيرات وجدن فيه موقع مميز لالتقاط صور زفافهن، حتى تكتمل فرحتهن بليلة العمر.

ويعود تاريخ القصر، الذي شارك في تشييده فنانون إيطاليون وفرنسيون وكذلك إنجليز، إلى عام 1910، حيث يقع على مساحة 7 آلاف متر مربع، ويضم أكثر من 2500 قطعة أثرية.

ويُقال إن ألكسان باشا كان واحدًا من أثرياء محافظة أسيوط، وعمل بحقل المحاماة، وقد أكتسب قصره مكانة خاصة نظرًا لاستضافته الملك فؤاد الأول في أثناء افتتاحه المعهد الديني بالمحافظة عام 1935.

إعادة ترميم

ويتكون القصر من طابقين، وتحتوي واجهتيه على زخارف و"كرانيش" متميزة وعقود نصف دائرية وزخارف على الطراز الإغريقي، كما أن للقصر حديقة كبيرة، ويطل على الضفة للنيل مباشرة.

وقد أصدر المجلس الأعلى للآثار قرارًا في شهر ديسمبر عام 1995، يقضي بنزع ملكية القصر من ورثة ألكسان باشا، إضافة إلى ضمه لقائمة الآثار الإسلامية والمنفعة العامة.

وخُصص مبلغ قيمته 18مليون جنيه لإعادة ترميمه وإنشاء متحفان داخله بسبب القطع الأثرية التي يحتوي عليها

عرائس القصر

وبالنسبة لإقبال العرائس على التصوير داخل أروقة القصر، تقول رانيا قطب، مالكة مركز تجميل وخبيرة بالمجال ذاته وصاحبة فكرة التصوير: "أنا حبيت أعمل فكرة جديدة ليا وكمان تكون تطوير للمكان المهجور".

وتحدثت عن إقدامها وفريق عملها على تصوير إحدى العرائس وهي ترتدي فستان الزفاف الأبيض نهارًا لإظهار جمال القصر، ما لفت انتباه المواطنين والمسؤولين للانتفاع بالمكان في مجالات مختلفة.

وأشارت إلى عدم سماح المسؤولين بالتصوير داخل القصر واقتصار التقاط الصور داخل الساحة والسلالم الخارجية فقط.

الباشوية

وقال السيد محمد حجازي، وهو أحد مواطني محافظة أسيوط، عن القصر، "كل مرة وأنا أمر من شارع النيل، وعيني تقع على قصر ألكسان، القصر الحاضر الغائب، وأرى مساحته الكبيرة، وجمال موقعه على النيل، أحزن كثيرًا؛ لعدم تحرك أي مسئول لترميم القصر والانتفاع به ودائمًا كنت أجلس بجوار (عم محمد) الخفير السابق للقصر، قبل انتزاع ملكيته وتسليمه لشرطة السياحة حيث كان يروي لي قصة القصر القديم".

وروى "حجازي"، قصة القصر التي نقلها له خفير القصر، والتي تفيد بأن ألكسان كان يعمل لدى أحد إقطاعي محافظة أسيوط، يدعى حبيب باشا شنودة، فأحب ابنته وطلب الزواج منها، الأمر الذي رفضه حبيب باشا، ولكن مع إصرار الفتاة، قبل الأمر وأقام لهما فرحًا كبيرًا، وأهداهما هذا القصر، وجعل من ألكسان موظفًا في إحدى أملاكه.

لم يحصل ألكسان على الباشوية بشكل رسمي، فبحسب ما يتم تناقله بين أبناء المحافظة والمحيطين للقصر، حصل على هذا اللقب حيث كان الملك فاروق، في زيارة لمحافظة أسيوط، وفي أثناء سيره شاهد القصر، وانبهر كثيرًا من روعته، فسأل الملك: "لمن يعود هذا؟" فرد أحدهم: "قصر ألكسان"، فقال الملك: "ألكسان باشا"، ومن تلك اللحظة حمل ألكسان هذا لقب.

هذه هي قصة قصر "ألكسان باشا"، التي يتداولها قاطني محافظة أسيوط، لكن ما من شيء يثبت صحتها أو خطأها؛ لعدم كفاية المعلومات المتاحة عن هذا القصر، الأمر الذي يرجع إلى عدم توثيقه تاريخيًا، كما هو الحال في العديد من المواقع الأثرية.

قصر أليكسان باشا بمحافظة أسيوط


الكاتب

صابرين عبد الجليل> صابرين عبد الجليل

شارك برأيك