يحدث في قنا.. دق البصل على الأعتاب وتلوين البيض بالبرسيم في شم النسيم

بيض شم النسيم

أسماء باسل

"لقيت الفول والبقول.. إيش أقول!".. مثل قديم، توارثته الأجيال في القرى البعيدة من الجنوب، يتجدد كل عام في صبيحة يوم شم النسيم، اليوم الذي تستيقظ فيه النسوة مبكرًا قبل طلوع الشمس لدق البصل على أعتاب المنزل، وطرح الفول النابت على الشبابيك والطرقات، ورش الماء البارد في أنحاء المنزل وأمام أبوابه؛ استقبالًا لعام جديد سعيد، مليء بالخيرات.

كما جرت العادة في هذه الأيام من السنة، لا تكتفي النسوة بإغداق منازلهن بالبصل والفول والماء، بل يحملن في أياديهن حملًا زائدًا لمنازل الجيران الذين لم يستيقظوا بعد، ولم يفتحوا ابواب منازلهم للعام الجديد بعد.

البصل على أعتاب المنزل

تحتفظ بعض القرى في قنا إلى الآن بما كان يتبعه الناس قديمًا، الانسلاخ عن العاداث شيًئا ليس سهلًا، لكنه واردًا جدًا وهذه العادات المرتبطة بأعياد الربيع وشم النسيم من أكثر العادات التي مازالت عالقة في وجدان الناس إلى الآن خاصة في القرى، لما لها من علاقة متأصلة بالمكان والطبيعة وأساليب الحياة في الجنوب، وارتباط الطبيعة بالأديان مثلما تُنبت أشجار النخيل سعفها قبل أيام قليلة من أسبوع الآلام من كل عام.

ما زالت العادات المرتبطة بطبيعة المكان شاهدة على توارثها، كتلوين البيض في سبت النور بأوراق البرسيم، الذي يعطي البيض لونًا أصفر غامق، كنتيجة قريبة من نفس اللون التي تعطيها أوراق البصل الناشف للبيض، كذلك التلوين بالشاي والكركديه وأوراق الكسبرة الخضراء، وهي طرق تبدو أنها ملائمة لطرق الحياة في الجنوب، المعتمدة على أدوات الطبيعة أكثر من أي طرق حديثة كإرتباط وجداني بالقديم.

تلوين البيض في سبت النور بأوراق البرسيم

لكن هناك عادات اندثرت مع الزمن بفعل التراكم، من بينها يوم أربعاء "الغبّيرة"، وهي عبارة عن نبات كانت تتم زراعته على حافة الترع، وكان موسمه يتزامن مع هذه الأيام، ليستخدمه الناس في ماء الاستحمام لطرد الدود والسموم من الجسم.


الكاتب

أسماء باسل> أسماء باسل

شارك برأيك