المطعم المحمول.. مبادرة شباب الغربية لمواجهة البطالة


هاجر البلتاجي

بينما تمر بشارع سعيد من شوارع طنطا المشهورين سواء سيرًا على الأقدام أو بالسيارة، ستجد شابان في مقتبل عمرهما، يرتديان زي مُوحد أحمر اللون، بحوزتهم آلة جديدة تشبه الحقيبة يحملها أحدهما والآخر يسانده، ترى ماذا يفعلان؟

عبد الله طالب، طالب في الصف الثاني الثانوي، ومحمد، في عامه الثاني بكلية تربية قسم تاريخ، ورفيقهما محمد جلال، صاحب الفكرة، ابتكروا طريقة جديدة لبيع الطعام السريع في الشارع، عن طريق مطعمهم المحمول، الذي يحمل اسم "صافي جريل"، وهو عبارة عن آلة صغيرة تُحمل على الظهر مثل الحقيبة، بها أسطوانة غاز متصلة بجزء من الأمام به الشواية، يحضرون فيه الأطعمة.

يقدم هؤلاء الشباب، الوجبات السريعة للمارة بأسعار بسيطة تتراوح بين 6 و7 جنيهات، وهي عبارة عن سندوتشات بانيه وبرجر وسوسيس، ويعملون لفترتين في اليوم فترة صباحية تبدأ من 10 صباحًا حتى 3 عصرًا، وأخرى مسائية تبدأ من ذلك الحين وتمتد حتى 8 مساءًا، وينسقون العمل فيما بينهم، حيث إن فريق العمل يتكون من 5 أعضاء.

روى الشباب قصة مشروعهم لـ"مصر الناس"، قائلين إنهم اشتروا الجهاز بتكلفة 5 آلاف جنيه، ويتبادلون الأدوار على مدار اليوم حتى لا يتعب شخص عن الآخر، يقفون أمام كلية تربية وأحيانًا عند تقاطع شارع محب وسعيد بطنطا، ورغم أن أغلبهم ما زال في طور الدراسة، إلا أنهم ينظمون أوقاتهم بين العمل والدراسة.

قال الشاب عبد الله، إنه يعمل في أوقات فراغه حتى يحقق دخل لذاته، لكن العائد ليس ثابتًا، متابعًا: "على حسب إقبال الناس لأنه بيختلف من يوم للتاني، وفي نهاية الأسبوع نجتمع عند صاحب الفكرة محمد جلال عشان نتحاسب".

بينما أكد محمد، أن هذا العمل مستقل وقائم على المجهود الجماعي، ولا علاقة له بمؤسسة بعينها، موضحًا أن شاهد الفكرة، التي وصفها بأنها الحل الأمثل لمواجهة البلدية والمرافق بعد فرض الضرائب على العربيات المتنقلة، لأول مرة في أحد الأفلام الألمانية.

واستطرد الأخير: "الحمد لله حتى الآن البلدية متكلمتش معانا ولا عارضوا شغلنا، شافونا وسابونا نشتغل، وربنا كريم"، مضيفًا أنه قبل الشروع في العمل بحث عن آلية استخراج تصريح لإقامة مشروعه، لكنه لم يجد لهذا النوع من المشروعات تصريح، نظرًا أنه مستحدث.

وأشار إلى أن كل شاب لديه شهادة صحية تثبت سلامته جسمانيًا وخلوه من أي مرض، مستطردًا: "حتى إن تعرضنا لبعض المضايقات يمكننا التحرك في أي مكان آخر؛ لأن الجهاز متنقل وغير ثابت علي الأرض".

وبالرغم من بساطة الإمكانيات إلا أنهما يحافظان على نظافة الطعام والجهاز وزيهما الموحد أيضًا، ويرتديان قفازات بلاستيكية خلال إعداد الوجبات، في شكل يوحي بالرقي ودقة التنظيم، فبحسب قول محمد: "أهم شيء في شغلنا هو النظافة، أي مكان نقف فيه ننظفه الأول قبل الشغل ونحط جنبنا صندوق للقمامة، والأطعمة كلها مُغلفة ومحفوظة في صناديق الآيس بوكس وبنحضر كل حاجة أمام الزبون".

وأضاف محمد جلال، أن الفريق على استعداد دائم لحضور جميع الحفلات والمناسبات السعيدة التي تعرض عليهم للمشاركة فيها، وتقديم الأطعمة الخفيفة بها، مشيرًا إلى أنهم يتلقون عروض كثيرة عبر صفحتهم "SafyGrill.Tanta"على "فيسبوك".

وأنهى محمد حديثه، بالإعراب عن آماله ألا يواجه مشروعه أي عوائق روتينية مستقبلًا، معبرًا عن أمنياته بالانتشار داخل الغربية، والتوسع في المحافظات الأخرى.

وكانت هذه الفكرة ظهرت منذ 6 شهور في الإسكندرية ثم نقلت إلى طنطا منذ 3 شهور، لتصبح منتشرة حاليًا في 7 محافظات، القاهرة، الإسكندرية، الشرقية، المنوفية، الدقهلية، أسيوط وأخيرًا في الغربية.


الكاتب

هاجر البلتاجي> هاجر البلتاجي

شارك برأيك