حكايات رمضانية قديمة من قلب شارع الشنقراب

صور أرشيفية

مصر الناس

كتبت-فاطيما صفوت

شارع "الشنقراب" واحد من أعرق وأقدم شوارع محافظة أسوان، يحفل بحكايات تفوح منها رائحة الآصالة التي يحن لها القلب وتداعب ذكرياتها الوجدان في ظل مجتمع متحضر يغلب عليه الطابع السريع.

"مصر الناس" جمعت من أهالي المنطقة أبرز الحكايات الرمضانية التي ارتبطت بهذا الشارع وباتت في خانة الذكريات.

عم راضي المسحراتي ..

هو أحد أبناء المنطقة الذي تطوع لإيقاظ سكانها لتناول السحور، فكان يمر أمام البيوت وينادي على أصحابها، وهو يصفق بين يديه بلوحين نحاسيين يصدران أصوات عذبة مما كان يُسعد الأطفال، فعم عبد الراضي لم يتخلف يومًا عن أداء دوره كمسحراتي حتى في أثناء الشتاء القارس.

وفي ليلة العيد كان يخرج بعد صلاة العشاء لتهنئة الناس ويتلقى منهم التهاني ببعض مخبوزات العيد الجميلة، وهكذا الحال حتى توفي عم عبد الراضي فرحلت معه هذه العادة.

الفانوس أبو شمعة..

كان الأطفال يسيرون في الشوارع ضمن تجمعات بعد شعائر صلاة العشاء فكان بعضهم يطرقون على ألواح من الصفيح بينما يحمل البعض الآخر الفوانيس المصنعة يدويًا بالمنطقة أيضًا والتي تتكون من صفيح وزجاج ملون وباب صغير يُسهل وضع شمعة ملونة داخله لإشعالها، مرددين الأغاني والأناشيد الرمضانية بصوت عالٍ مثل: "وحوي يا وحوي"، و"حاللو يا حاللو" وكان يُعتمد على الأطفال في إسقاء المصلين خلال فترات الراحة بصلاة التراويح عبر "قُلل المياه الباردة" التي يحملونها، وإذا جاءت ليلة العيد وُلي إليهم تنظيف المسجد وتجميله بإشراف "عم مصطفي" أحد رجال المنطقة.

جووووون..

كثيرًا ما كانت تترد هذه الكلمة التشجيعية عدة مرات في كل ليلة من شهر رمضان بعد صلاة التراويح، حيث يذهب شباب المنطقة لملاقاة شباب المناطق الأخرى حول مسجد بدر الطابية للعب كرة القدم في شكل دورات رمضانية مُنظمة.

احتفالات رمضانية..

كان يُنظمها شباب المنطقة عبر جمع التبرعات من الأهالي، ثم يقيمون ليلة رمضانية جميلة كانت تتم الاستعانة بأثاث جمعية الشنقراب الخيرية لإتمامها ويقوم الشيخ عبد العظيم العطواني رحمة الله عليه، بتلاوة القرآن الكريم وأبيات من البُردة الشهيرة، وكانت الليالي الرمضانية أحيانا تُختم بالأغاني النوبية بصوت الفنان رمضان أحمد-رحمة الله عليه.


الكاتب

مصر الناس> مصر الناس

شارك برأيك