الرسم على الزلط.. لوحة فنية بالجهود الذاتية

بعض من أعمال ريهام وبسمة - تصوير:آلاء سعد

آلاء سعد

نحت، رسم، وتصوير، فنون كادت أن تندثر لولا التقدم التكنولوجي، الذي ساعد في تطويرها وتسهيل ممارستها، مثل الرسم الذي انتقل من تنفيذه على الورق إلى تطبيقه بطريقة الأبعاد الثلاثية 3D، فدائمًا ما تنادي الموهبة أصحابها، وتكون الهواية مخرجًا لكل الطاقات الإبداعية.

ريهام الساعي، ونسمة عبد الوهاب، صديقتان منذ الصغر جمعتهما الدراسة وحب الرسم، التحقتا بكلية التربية قسم بيولوجي، وعلى الرغم من صداقتهما، لم يكن أحدهما يعلم أن الآخر يحب الرسم، ولكن شاءت الأقدار ألا تستطيع "ريهام" دخول كلية الفنون الجميلة، رغم اجتيازها اختبار القدرات، لتجتمع مع "نسمة" في كلية وقسم واحد، حتى يشكلا معًا فريق عمل، مستغلين موهبتهما في الرسم على الزلط.

روت "ريهام" الطالبة بالفرقة الثالثة لـ"مصر الناس" تجربتهما في الرسم قائلة: "بدأت تجربة الرسم على الزلط حين ناشدتنا إحدى صديقاتنا من قسم طفولة مساعدتها في مشروع التخرج الخاص بها، وكان مطلوبًا منها فكرة جديدة ومبتكرة، فجاءت فكرتنا الرسم على الزلط"، ولأن محافظة الوادي الجديد من المحافظات الصحراوية التي يكثر بها الرمال باختلاف أنواعها وألوانها والزلط أيضا، استغلا "ريهام ونسمة" تلك الموارد البيئية في إخراج عملهم الفني. 

لكلٍ من "ريهام ونسمة" طريقتهما الخاصة في الرسم، فبعد أن يتم تنقية الزلط المناسب خاصة ذو الملمس الناعم، الساهل في إستخدامه في الرسم والنقش عليه، تحبذ "ريهام" تنفيذ الرسومات الكرتونية، كما تستمتع برسومات الخط العربي، والتي تعبر عن شخصيتها وهويتها كابنة من بنات الواحات، بينما تفضل "نسمة" الرسم بطريقة الأبعاد الثلاثية، مستغلة فكرة الخداع البصري. 

وعن الصعوبات التي يجدونها، أوضحوا أنهم يجدوا صعوبة في صقل مهاراتهما ونقلها من مرحلة الهواية إلى الاحتراف؛ لعدم وجود متخصصين في هذا النوع من الفن، بالإضافة إلى صعوبة توافر الأدوات الأساسية من ألوان وفرش، فحجم الزلط الصغير يحتاج لأدوات دقيقة، حتى يتم رسم كافة التفاصيل وإظهارها بشكل واضح. 

وتغلبت الشريكتان على هذه المشكلة باستخدام ألوان المياه، لتواجههم مشكلة أخرى في ثبات هذه الألوان على الزلط، لكنهم استطاعوا أن يتوصلوا إل حل مؤقت من خلال وضع طبقة من الورنيش الشفاف المستخدم في الخشب على الزلط المرسوم بعد أن يجف. 

تواجه "ريهام ونسمة" صعوبات أخرى عند شراء الأدوات اللازمة لعملهما، حيث إنها تتوافر في المكتبات الكبرى المتواجدة في القاهرة والإسكندرية فقط، وهو الأمر الصعب بالنسبة لفتاتان من قلب الصعيد. 

وبالرغم من التحديات الكبيرة التي واجهت هاتان الصديقتين، إلا أنهما استطاعا تطوير موهبتهما، من خلال رسم البورتريهات، والرسم بالرمل الملون ووضعه على هيئة أشكال معينة داخل إطار زجاجي، حتى يثبتوا للجميع أن الجهود الذاتية هي المفتاح الذي سيواجهان من خلاله أي عائق في المستقبل.

 

 


الكاتب

آلاء سعد> آلاء سعد

شارك برأيك