«ولها وجوه أخرى».. انتفاضة امرأة ضد ثقافة مجتمع

رنيم العفيفي، رئيسة تحرير ومؤسسة "ولها وجوه أخرى"

مصر الناس

كتب-صموئيل أشرف، إيفون مدحت، سمر بهنساوي، إسراء عبده (نتاج ورشة تدريبية)

انتفاضة ضد ثقافة مجتمع، بدأتها رنيم العفيفي، من خلال مبادرتها الإعلامية بتأسيس منصة إلكترونية تعترض على اختزال الإعلام قضايا المرأة على مجالات الموضة والأزياء، وتجاهله أن لها وجوه أخرى، ما جعلها تطلق هذا الاسم بالتحديد "ولها وجوه أخرى" عنوانًا لمنصتها الإعلامية؛ للتعبير عن رفضها حصار اهتمامات المرأة وتهميش المشكلات الحقيقية التي تعاني منها.

في مارس 2013، أطلقت رنيم هذه المبادرة الفردية التي طالما حلمت بها، منذ ولعها بدراسة الإعلام وتخرجها في جامعة القاهرة، عام 2010 -مخالفة رغبة والديها، الذين أرادوا لها أن تلتحق بكلية الصيدلة، نظرًا أنها تمثل لهم المستقبل المضمون-ولكن الفكرة لم تتبلور إلا بعد اندلاع ثورة 25 يناير 2011، التي ساهمت بشكل كبير في إتاحة الفرصة للشباب والمواطنين للتعبير عن أنفسهم، والإعلان بحرية عن مشكلاتهم وقضاياهم.

عملت رنيم على تنفيذ موقع "ولها وجوه أخرى" خلال عام 2012، معتمدة على جهودها الذاتية، في تطوير مهاراتها الصحفية، وإعداد التمويل اللازم، بعد أن فشلت كل المحاولات في إيجاد ممول أو راعي للفكرة، وتفضيل بعض المؤسسات دعم المبادرات النسوية التوعوية بالقضايا التي تفرض نفسها على الساحة، عن تبني المشروعات الصحفية الإلكترونية التي لم تثبت نجاحًا في ذلك الحين، على حد قولها.

"كان قدامى اختيارين، الأول إني أيأس وأركن الفكرة على الرف، والثاني إني ابدأ بشكل صغير على أمل أنه يكبر مع الوقت"، من هنا قررت رنيم أن تمول مشروعها الذي استغرق من الوقت عامًا واحدًا لجمع تكلفة إنشاء الموقع، بادخار جزء من مرتبها يصل إلى النصف تقريبًا، من عملها في بعض التخصصات بالمجال الإعلامي مثل إعداد البرامج والمراسلة، بالإضافة إلى بيع بعض مقتنياتها الشخصية.

"رنيم" خلال لقائها مع "مصر الناس"

لم تحصل رنيم على تأييد أصدقائها والمحيطين بها لفكرة الموقع؛ نظرًا أنه غير ربحي، وأيضًا من منطلق أن هذه المبادرة ستنتهي بإحباط صاحبها بسبب قلة المال أو سوء المناخ العام في الدولة، والتضييق على المبادرات الفردية، لكنها تؤمن بمقولة: "يفوز باللذات كل مجازف ويموت بالحسرات كل جبان".

تهدف رنيم إلى تحسين النظرة الإعلامية والمجتمعية لقضايا النساء عن طريق صحافة المرأة، التي انتقدتها قائلة: "الإعلام حتى الآن يتعامل مع المرأة بشكل سطحي واختزلها في عواميد الموضة وبرامج الطهي وصفحات الأزياء والإكسسوار، ويعرض الانتهاكات التي تتعرض لها المرأة في قالب معين لأهداف سياسية معينة، الإعلام يتاجر بالنساء ليحصل فقط على أعلى نسبة مشاهدة، أما موقع (ولها وجوه أخرى) فهو غير هادف للربح ويعتمد على تطوع المهتمين من الصحافيين بعرض ومعالجة شؤون المرأة بشكل مستدام".

أوضحت رنيم أن "ولها وجوه أخرى" يعالج قضايا المرأة التي لم يطرحها الإعلام من قبل أو تناولها على استحياء، وليس فقط ذلك، بل تطرق أيضًا إلى التحليل النسوي للأعمال الدرامية، متابعة أن الموقع شهد زيادة في عدد الزوار خلال العام الماضي تجاوزت المليون زيارة، في إشارة منها لوجود قراء من خارج مصر.

وأعربت عن أمنياتها باستمرار الموقع في العمل، وهو ما تجد فيه تحديًا كبيرًا، لقلة عدد الكتاب المتطوعين، ما يضطرها إلى إعداد المحتوى المنشور وتغطية العديد من الأحداث بنفسها، معبرة عن قلقها من توقف الموقع في المستقبل، بسبب عدم توفير التمويل الكافي أو إعلان الدولة سياسة ما، بحسب تعبيرها.

 


الكاتب

مصر الناس> مصر الناس

شارك برأيك