«المشتل» مبادرة لرعاية النباتات في بور سعيد

تصوير-أحلام المنسي

أحلام المنسي

تخيل أنك تسير في مدينة ساحلية جميلة مبانيها العتيقة على الطراز الأوروبي ومناخها معتدل، ما أجمل هذا المشهد حين تصاحبه النباتات الخضراء والزهور الرقيقة! ربما تظن أنها معادلة صعبة التحقيق لكن «المشتل» في بورسعيد تمكن من حلها، فكيف أمكنه ذلك؟

بينما تتمشى في حي الشرق ببور سعيد وتحديدًا في شارع المحكمة وأمام السنترال، يلفت نظرك منظر بديع لمجموعة خضراء من نباتات الزينة المختلفة تصاحبها سيمفونية من زقزقة العصافير ذات الأصوات البديعة.

وعند اقترابك من هذا المكان إذ به محلًا لبيع النباتات يحمل اسم «المشتل»، ووجود هذا المكان في بور سعيد لهو شيء يدعو للبهجة، عندها قررنا في «مصر الناس» السؤال عن صاحب هذه الفكرة الرائعة، لنعرف منه سبب اهتمامه بهذا النوع من التجارة بالذات.

يصف هاشم عبد العظيم، صاحب «المشتل» المشروع، قائلًا إنه قائم بالفعل في القاهرة منذ ثلاثة سنوات ولكنه فكر في التوجه إلى بور سعيد-حيث يُقيم-من حوالي 4 أشهر لافتتاح فرع جديد، واستكمل هاشم كلامه، مؤكدًا: «بور سعيد زمان كانت كلها نباتات زينة وطول ما إحنا ماشيين نشم ريحة ورد، لكن للأسف ده قل جدًا دلوقتي».

وكان وراء توجه صاحب المشتل لبور سعيد بمشروعه أنه رأى أن طراز المباني قد تغير عن سابق عهده؛ ما جعل الشرفات أصبحت أصغر والأسقف أقل ارتفاعًا ما جعل الناس تصرف نظر عن زراعة النباتات مثلما كان منتشرًا فيما مضى، ولكنه لم ييأس وأمله أن يعيد مفهوم زراعة النباتات وانتشار الجمال إلى بور سعيد مرةً أخرى، وهذا ما جعله يختار هذا المكان الحيوي ذا الطراز الجميل ليكون بذرة لحلمه بعودة الجمال لمدينته مرة أخرى.

ويقدم المشتل مبادرة مجانية أسبوعيًا في يوم الجمعة هدفها تعليم الأطفال الزراعة بشكل عملي حتى تصبح رعاية النباتات جزءًا من يوم الطفل واهتماماته، وتتضمن المبادرة توجيه الأطفال نحو المحافظة على الأشجار والزهور، من خلال معرفة أهميتها للبيئة والإنسان وكيفية الاعتناء بها.

 قال هاشم: «بنقول للطفل إن الزرع ده زي الطفل المولود، فنعتبر الزرع زيه ونتعامل معاه بطريقة رقيقة»، وكان مردود هذه المبادرة جليًا حيث لاحظ القائمون على المبادرة استجابة الأطفال وحماسهم وحُسن تعاملهم مع النباتات حتى وهم بمفردهم في منازلهم.

ولم يكتف صاحب المشتل بمبادرته فحسب، بل سيعمل على زيادتها لتشمل التوعية داخل المدارس ودور الأيتام، وذلك مع بداية العام الدراسي الجديد.

كما سيستمر المشتل في دوره لتحفيز الناس على الزراعة في الشرفات وفوق أسطح المنازل، ويؤكد هاشم أن حوالي 90 % من الخضروات ونباتات الزينة يمكن زراعتها من دون تربة بمنتهى السهولة، وأن المشتل يساعد الناس على تنفيذ هذه الأفكار في منازلهم لتحويل جزء من المنزل إلى حديقة صغيرة تتمتع بها الأسرة في الصباح الباكر أو على مدار اليوم لما لهذا من أثر طيب على نفسية الإنسان وتصرفاته وتعاملاته مع الآخرين، كما أن زراعة المحاصيل في المنزل بطريقة طبيعية بعيدًا عن المواد الكيميائية تقي الجسم من الأمراض.

وأنهى هاشم كلامه مع «مصر الناس» بأنه يهدف إلى نشر «المشتل» ومبادراته في بور فؤاد كامتداد للفكرة لتشمل محافظة بورسعيد كلها، كما يتمنى الوصول لعدد أكبر من الناس وتشجيعهم على الزراعة ومعرفة أهميتها للإنسان والبيئة على حدٍ سواء.


الكاتب

أحلام المنسي> أحلام المنسي

شارك برأيك