قرص مستدير الشكل، ذو لون ذهبي، يشبه الشمس المضيئة، يجذب الصغير والكبير لملامسته في محاولة لمعرفة مكوناته، تشارك في خبيزه سيدات وفتيات المنزل، يعرفه أهالي الصعيد بالعيش البلدي، ليصبح ضيف أساسي على المائدة الصعيدية لا يخلو منها طالما توفر دقيق القمح والماء.
سبب التسمية
قالت "أم محمد"، ربة منزل، لـ"مصر الناس": تختلف الأقاويل في سبب تسميته بالعيش الشمسي فالبعض يرجع السبب لأنه يعتمد في تسويته وإعداده على الشمس، والبعض يرجعه نسبة إلى شكل الشمس لكونها مستديرة، وآخرين يروا أنه يرمز للإله رع عند الفراعنة الذي يرمز له بقرص "الشمس".
وأضافت: لا نعتمد كثيرًا على عيش المخابز الآلية، لأن العيش الشمسي أفضل بكثير لما له من مذاق رائع وقيمة غذائية عالية فضلا على انه خبز بيتي نظيف ومضمون.
من جانبها، حكت، "أم فاطمة"، ربة منزل: "نفضل العيش من المخابز البلدي المصنوعة من الطين فهي تكسبه مذاق مميز، بخلاف فرن الأنبوبة، كما نفضله مع بعض الأكلات الصعيدية التي يتميز بها الصعيد أهمها وأشهرها الباميا الويكة والشلول والملوخية الخضراء".
عادة متوارثة
"طلعنا لقينا أهالينا بيعملوه واتعلمناه منهم"، بتلك الكلمات سردت "أم حمادة"، ربة منزل، أسباب تعلمها خبيز العيش الشمسي، موضحة: "توارثناه من أمهاتنا وأجدادنا".
وتابعت: "العيش الشمسي يمر بست مراحل أولها مرحلة التخمير، فنقوم في الليلة السابقة للخبيز بوضع الخميرة الحدق والخميرة البلدي في الماجور، حتى تترك ليلة لتخمير".
واستطردت: "في الصباح الباكر يتم وضع الخميرة مع ماء مغلي بالملح ويتم تعصيدها في الماجور ثم نضع ماء بارد لتبرد العصيدة وتترك لتخمر، ثم عجن الخميرة بإضافة الدقيق، حتى نحصل على العجين المطلوب وتترك لتخمر وتملئ الماجور، وفي هذا تتطلب عملية العجن سيدة عفيه بصحة جيدة لأنها تتطلب مجهود حيث تستمر لمدة ساعة تقريبًا من العجن المتواصل".
وأضافت: "ثم يتم تقطيع العجين إلى أقراص مستديرة صغيرة ووضعه على المقارص المرشوشة بالردة حتى لا يلصق ثم نبسطه على المقارص عن طريق الطبطبة بالأيدي، ثم يوضع العيش بالشمس ليخمر (يرتفع) تحت أشعة الشمس وتلك العملية تسمى بـ (لتخمير الشمسي)".
وأكملت: "شق العيش أي تجريح العيش، حيث يتم شق العيش بعود القش أو شوكة نخيل أو ابره او أي شيء ذو سن مدبب على شكل دائري أو أشكال أخرى ويتوقف حسب عادته وتقليده ثم يوضع في الفرن حتى تمام النضج ليصبح ذهبيًا".
أدوات بدائية
من جانبها، حكت "أم محمود"، ربة منزل، أن إعداد العيش الشمسي، يعتمد على أدوات بدائية بسيطة، هي:
- المطرحة: عبارة عن قرص خشبي ذو أيدي طويلة من الخشب تشبه المضرب تستخدم لرص العيش داخل الفرن.
- البشكور: قطعة خشبية مربعة ذو أيدي طويلة من الخشب يستخدم لإخراج العيش من الفرن.
- المقارص: فيوضع عليها العيش لإتمام عملية التخمير.
- الماجور: طبق كبير مصنوع من الألومنيوم يستخدم للعجن.
- الفرن: يتم خبز العيش أما في الفرن البلدي (فرن الطين) أو فرن الكهرباء أوفرن أنبوبة.