مصطفى.. ابن قنا يصنع الفيشار ليلا ويتنبأ بالزلازل نهارا

مصطفى داخل عربة الفيشار المبتكرة - تصوير إسراء محارب

اسراء محارب

في شارع المنشية المزدحم في مدينة قنا، لابد أن يلفت انتباهك تلك البرتقالة الكبيرة التي يلتف حولها الناس كبارًا وصغارًا، ويجلس داخلها شاب عشريني ودود ونشيط، اسمه "مصطفى"، يصنع الفيشار بأنواعه ويبيعه للمارة داخل العربة، التي صنعها بنفسه للتحايل على الرزق، هذا فقط ليلًا، أما نهارًا فإن مصطفى له اهتمامات مختلفة تمامًا، مثل علم الفلك والتنبؤ بالزلازل والفيزياء والميكانيكا، متحمس لتعرف قصته؟

"سبعة صنايع والحظ ضايع"، هكذا بدأ مصطفي كامل، ابن قرية الحميدات بمحافظة قنا، حديثه عن نفسه، فمصطفى الذي يتحدث عدة لغات، وحصل على مؤهل متوسط كان يعمل بشكل جيد لعدة سنوات في السياحة بمحافظة البحر الأحمر القريبة، حتى تم الاستغناء عن خدماته هو والمئات من زملائه بعد أزمة السياحة الأخيرة والتي لم تكن الأولى بالطبع خلال السنوات الأخيرة.

بعد عودة مصطفى إلى قنا لم يتوقف عن مطاردة طموحاته، حتى لو كان عن طريق العمل كعامل بسيط في أحد مصانع الفشار، الفرصة التي لم تستمر طويلًا بعد إغلاق المصنع، إلا أن العمل هناك ما ألهم مصطفى بفكرته المميزة التالية: عربة الفيشار ذات الشكل المبتكر.

مصطفى محب للعلوم بأنواعها، وهو ما ساعده على تصميم وتنفيذ عربته المميزة، والتي استغرق منه بنائها خمسة أسابيع متواصلة من مواد مثل الخشب والبلاستيك، حتى خرجت في شكلها النهائي، دراجة على هيئة برتقالة، وانطلق بها في شوارع قنا لتلفت المارة وتثير فضولهم لمعرفة ماذا تحمل هذه البرتقالة الضخمة، مركزًا على أماكن تجمع الأطفال والكبار كقاعات الأفراح والحفلات المدرسية ويعمل يوميًا لعدة ساعات من بعد غروب الشمس عندما يخرج المارة للتنزه، وهو يفكر حاليًا في صنع عربة أخرى على شكل ثمرة مانجو لبيع العصير.

أما نهارًا يؤدي مصطفى نشاط مختلف تمامًا، فهو متطوع في أحد مراكز العلوم بالمحافظة، مقضيًا وقته في الاطلاع والأبحاث والنقاش مع غيره من محبي العلوم من الهواة والأساتذة.

 يقول مصطفي إنه منذ صغره كان محبًا للتجارب العلمية وصيانة الأجهزة التالفة، وإن لديه شغفًا كبيرًا وحبًا للقراءة والإطلاع على مختلف العلوم مثل الميكانيكا والكيمياء والفلك والفضاء، وهو العلم الذي أثار فضوله لفترة طويلة وأعد فيه عددًا من الأبحاث الحرة عن علاقة الكواكب ودورانها بالظواهر الطبيعية على سطح الأرض.

ويتابع أنه توصل في أحد الأبحاث الفلكية إلى نظرية تخالف تمامًا نظرية الجاذبية الأرضية، ومفادها أن هناك قوى ضغط خارجية من الفضاء تتسبب في حدوث ظواهر طبيعية على الأرض مثل الزلازل، والتي يقول مصطفى إن بإمكانه التنبؤ بأوقات وأماكن حدوثها بالتقريب..


الكاتب

اسراء محارب> اسراء محارب

شارك برأيك