«تنويرة» حلم أمل بنت قنا الذي تحقق رغم التحديات

أمل ما زالت تكافح من أجل استمرار الفكرة وانتشارها - تصوير نورهان دسوقي

نورهان دسوقي

طموح شخصي راود أمل هاشم السيدة الثلاثينية بنت قنا تحول إلى حلم عام وأصبح اليوم حقيقة بفضل إصرارها وإيمانها بحلمها. أمل التي درست التربية والعلاقات العامة لم تجد نفسها في مهنة التدريس، وكذلك لم تتمكن من العمل طويلا كصحفية ثقافية نظرًا للتحفظات الاجتماعية من حولها.

رغبة بسيطة لدى أمل في فعل شيء جديد تحبه وهو تعلم التصوير الفوتوغرافي، فتح عينيها على حقيقة عدم إمكانية تحقيق رغبة بسيطة مثل هذه في مدينتها الجميلة قنا، أمل تحدت الظروف وسافرت القاهرة خصيصا لتحقيق حلمها البسيط بتعلم التصوير، ورأت هناك المراكز الثقافية المختلفة التي تساعد المواهب وتنمي مهاراتهم، وقررت أن تفعل نفس الشيء في مدينتها خاصة بعد أن وجدت أن الكثير من المواهب في مجالات مختلفة يفتقدون مكانا مثل هذا يجمعهم، ليس في قنا وحدها، ولكن ربما في نواحي الصعيد كله، خاصة مع تراجع دور الجهات الحكومية التي يفترض أنها تقدم مثل تلك الخدمات مثل قصور الثقافة. 

تقول أمل: "قررت أن أكون أنا يد العون لغيري لأنى عانيت نفس معاناتهم ولم أجد من يساعدني"، وبالفعل بدأت أمل تدخر كل مجهود ومال لديها من أجل تحقيق حلمها لإنشاء تلك المؤسسة التي تختص برعاية مواهب الصعيد، وبعد مجهود دام قرابة سنة وستة شهور من التأسيس والتجهيز بكثير من العناء والمشقة فضلا عن التكلفة المالية ظهرت "تنويرة" وهو الاسم الذي اختارته أمل لتلك المؤسسة. 

اليوم تقدم تنويرة العديد من الأنشطة والخدمات الفنية والثقافية لأبناء الصعيد بمعاونة 3 موظفين و10 مدربين استفاد منهم أكثر من 50 موهبة صعيدية متفاوتة الأعمار، أتت من مختلف مراكز المحافظة ومن المحافظات المجاورة أيضا. 

إقبال جيد على أنشطة "تنويرة" من أهل قنا - تصوير نورهان دسوقي

المؤسسة تحتوي على مكتبة وتنظم صالونات أدبية تحت اسم "بيت أدب تنويرة" و"بيت النغم" الذي يضم آلات موسيقية ويقدم ورشًا متخصصة في العزف، و"بيت الفنون" الذي يضم ورشا مختلفة في الرسم والأشغال اليدوية وغيرها، وكذلك "بيت التنوير التكنولوجي" الذي ينظم ورشًا لتعليم الكومبيوتر، 

و"نادي السينما" الذي يقدم ورشًا في التصوير والإخراج وكتابة السيناريو وإنتاج الأفلام القصيرة، فضلا عن صالونات المرأة والندوات النسائية والمعارض التي تقام في رحاب تنويرة.

وعن الصعوبات التي واجهتها تقول أمل: "حلم تنويرة لم يأت بين ليلة وضحاها، فكوني امرأة صعيدية واجهت الكثير من الصعوبات بعضها يتعلق بالعائلة والبعض الآخر يتعلق بعادات وتقاليد المجتمع الصعيدي المقيدة لعمل المرأة، فمازالت تلك النظرة السطحية السائدة للمرأة بأن مكانها هو البيت، لكني تغلبت على ذلك، فأنا أؤمن بأن معاناة المرأة تصنع كفاحها وتحقق أحلامها، أما الآن وبعد أن تحقق الحلم نعاني من ضعف الإيرادات وقلة الإمكانيات، ومع ذلك أتمنى أن تستمر تنويرة وأن يكون لها مزيدًا من الفروع في مختلف مراكز المحافظة في المستقبل".

 


الكاتب

نورهان دسوقي> نورهان دسوقي

شارك برأيك