بالفيديو.. مبادرات تبسيط العلوم علم أم تهريج؟

جرافيك لتبسيط العلوم الحديثة

مصر الناس


كتب - "آية جمال، صموئيل أشرف"

أحمد الغندور وكيرلس بهجت.. وجهان حصدا شعبية كبيرة لكنهما آثارا الجدل بذات الوقت لتبنيهما مبادرات تهدف إلى إحياء "حركة تبسيط العلوم" التي تمتد جذورها في التاريخ المصري. 

الغندور أو "الدحيح" وفقًا لاسم البرنامج الذي يقدمه من خلال قناته على "يوتيوب"، تخرج حديثًا في كلية العلوم، ويتناول في برنامجه العديد من النظريات العلمية الفيزيائية وغيرها ليقوم بشرحها بشكل مبسط وقابل للفهم من قبل الجمهور المتخصص وغير المتخصص.

أما كيرلس أو "صاحب التجربة الفكرية" وفقًا لاسم كتابه الذي صدر حديثًا في معرض كتاب القاهرة ٢٠١٦، هو طالب امتياز بطب القصر العيني، يقوم بتبسيط نظريات علم النفس عن طريق ربطها بمواقف معينة وإسقاط النظريات على هذه المواقف مما يجعلها أشبه بـ"حكاية" لا تُنسى.

وتعود جذور تبسيط العلوم في مصر إلى عهد محمد علي باشا والتي صُنفت واحدة من نتائج البعثات التعليمية الموفدة إلى أوروبا ولتنشيط حركة الترجمة  آنذاك، حيث تم تأسيس أول جمعية مصرية تهتم بتبسيط العلوم لينفرط بعدها عقد الجمعيات التي تعمل على هذا الهدف إلى أن تم إنشاء المجمع المصري للثقافة العلمية عام ١٩٣٠ الذي ظل نشطُا حتى قبيل نهايات الألفية الثانية. 

و"تبسيط العلوم" هي عملية تحرير العلوم من قالبها الجامد المستعصي على الفهم إلا من "النخبة العلمية"، لتأخذ شكلًا أكثر مرونة يُمَكِّن الجمهور من فهمها بمختلف فئاته ودرجاته العلمية والثقافية والعمرية.

وتحاول "مصر الناس" في السطور القادمة الإجابة على سؤال تتباين الإجابات حوله، هل ما يقدمه الشابان "الغندور" و"بهجت" يرقى لإعتباره علمًا أم هو تسطيحًا للعلم؟

علم زائف

قالت الدكتورة مديحة منصور، أستاذة علم النفس بجامعة الأزهر، إن ما يتم تقديمه من قبل هذه المبادرات بشكل عام وفى كتاب "التجربة الفكرية" خلال شرح نظرية عقدة السندريلا بشكل خاص، لا يمكن توصيفه بالعلم فضلًا عن توصيف صاحبه بالمبسط للعلم؛ مشيرة إلى أن ذلك يمكن نعته بالخواطر أو الإرهاصات أو أي شيء بخلاف العلم، حيث إن العلم له منهجية ومعايير يجب أن تُتبع حتى يحمل هذا اللقب.

وأضافت "منصور" أن تبسيط العلم يجب أن يعرضه متخصص لا تقل درجته العلمية عن أستاذ جامعي، مؤكدة أنها تفضل أن يكون الشخص جاهلاً بهذه النظريات بدلًا أن يستقى معلوماته من هذه النوعية من الإرهاصات من غير المتخصصين.

وأردفت، يجب عدم الإكتفاء بنقد هذه الأفكار، بل لابد لوزارة الثقافة أن تتخذ موقفًا حيالها وألا تسمح بنشرها على العامة لأنها تحتوي على علم زائف يعد أكثر خطورة من الجهل.

             كتاب التجربة الفكرية لــ "كيرلس بهجت"            

التبسيط الشعبي

من جانبه، قال الدكتور نبيل الفرماوي، أستاذ الفيزياء بكلية العلوم جامعة عين شمس، أن تبسيط العلم بات ضرورة لا مفر منها ويستخدمها العالم المتحضر منذ سنوات، مؤكدًا أنه لابد من تبسيط العلوم لكل فرد في المجتمع وعدم حصرها داخل أسوار الكليات العلمية والمعامل، لأن الكيمياء والفيزياء والرياضيات هي علوم أساسية يجب أن تُدَرَّس لجميع التخصصات لإرتباطها بالحياة بشكل مباشر.

وأضاف أنه يدعم بشدة التبسيط "الشعبي" للعلوم بالتوازي مع نظيره الأكاديمي، لأن هذا الأول هو الذي يزيد من شعبية الفكرة بإيصالها إلى جميع شرائح وفئات المجتمع من غير الدارسين والمتخصصين.

وأشار "الفرماوي" إلى أن هناك معايير معينة تمثل حدًا أدنى لطريقة التبسيط وخطًا فاصلًا بينه وبين السفه، ويجب ألا يتم تجاوز هذه الضوابط حتى تحفظ للفكرة العلمية مكانتها، وتتمثل في عدم الخروج عن حدود اللياقة أو استخدام ألفاظ منفرة، بالإضافة إلى التمكن التام من المادة العلمية حتى لا يتم الإخلال بها بالحذف أو بالإضافة أثناء التبسيط، مما يُفقِد التبسيط الهدف منه، ورحب بفكرة الإستعانة بأي من الشباب الذين يعملون على تبسيط العلوم مثل "الغندور" و"بهجت"، في تدريس العلوم داخل الكليات المصرية، طالما تم إخضاع المحتوى الذي يتم تقديمه للمراجعة من قبل أساتذة ومتخصصين، والتأكد من مطابقته للمعايير التي تم ذكرها.

الفريق المؤيد

وتتجه إسراء حسن، الطالبة بكلية العلوم، إلى دعم مبدأ التبسيط الذي يقدمه أحمد الغندور في مجال الفيزياء سواء للمتخصصين أم غير المتخصصين، ولكنها تختلف مع آلية تنفيذ هذا المبدأ، مشيرة إلى أن الطريقة التي يستخدمها لا تصلح إلا للمبتدئين، أما الدارسين داخل الكليات العلمية فلابد أن يتم التبسيط بطريقة أكاديمية تحفظ للعلم رونقه.

بدورها، قالت منى أحمد، طالبة علم النفس بجامعة الأزهر، أنها من أشد المؤيدين والمعجبين بطريقة تبسيط نظريات علم النفس التي يستخدمها "كيرلس بهجت"، خاصة أن الأمثلة التي يستخدمها في تدعيم كل نظرية تجعلها غير قابلة للنسيان، بعكس النظريات التي تدرسها في الكتب الأكاديمية والتي يحتاج شرحها إلى شرح، حسب تعبيرها، مضيفة أنها ترى هذا الأسلوب في التبسيط مناسب للجمهور بنوعيه، المتخصص وغيره وتتمنى استخدام هذه الطريقة في الدراسة والاختبارات.

فيديو من قناة الدحيح على اليوتيوب

بعنوان: "الدحيح - صناعة الذكاء".. هو إحنا نبقى أذكياء ولا أغبياء لما نخترع جهاز يبقى أذكى مننا؟

والآن.. مع رأيكم أنتم هل ما يقدمه الغندور وبهجت علم يستحق الإنصات له أم أنه "تهريج" يُفقد العلم قدسيته؟


الكاتب

مصر الناس> مصر الناس

شارك برأيك