عم علي.. فنان يبيع البهجة في الإسكندرية

"عم علي" الفنان .. تصوير- دينا النجار

دينا النجار

ماكينة قص كهربائية، وكرسي في زاوية متفرعة من شارع الكنيسة المارونية، الكائنة بمنطقة المنشية في محافظة الإسكندرية، هي أدوات الرجل الأربعيني، ليُصمم هدايا الفرحة، ورسائل البهجة، في ميداليات تذكارية، وكلمات رمزية من البلاستيك، والفوم، والتي لا تتعدى سعر الواحدة 7 جنيهات، في تلك المنطقة يقبع "عم علي" منذ 20 عامًا.

يقول عم علي لـ "مصر الناس": "لا يتأثر السعر بارتفاع باقي الأسعار، وتتراوح سعر الميدالية من 5 لـ 7 جنية حسب التصميم المطلوب، والبراويز الفوم لا يتعدى سعرها 35 جنيهًا باختلاف الألوان والخامات المطلوبة، فمن يَرحم يُرحم".

براويز من الفوم صناعة عم علي

ويعود عم علي بالزمان إلى الوراء ويحكي لنا حكايته قائلا، أنه في صغره كان يجوب الشوارع لبيع الهدايا، وبرغم الظروف التي لم تسمح له باستكمال تعليمه الأساسي، فهو حريص على تعليم أولاده الاربعة وإتمام رسالته كاملة، ويقول: "الحمد لله من صغري خطي حلو بشهادة كل الناس، ومن وأنا عندي 12 سنة كنت بلف على رجلي أبيع الميداليات اللي عليها صور المشاهير زي نجوم الفن والكورة".

ويتابع: اتعلمت أشتغل على ماكينة القص اليدوي في ورشة هنا في المنشية، ولما كان عندي25 سنة اشتريت ماكينة قص يدوي وقعدت هنا أشتغل لأني كنت حابب اشتغل مع نفسي وحابب أصمم الشغل اللي في دماغي، ومكنش عندي إمكانية أجيب محل حتى إيجار وقتها وكان شغلي كله في الشارع.

ويتذكر أن "كمال سعد"، صاحب أكبر شركات صناعة الورق في المنشية، كان من أكثر الناس تشجيعًا له حيث كان يمر عليه من وقت لأخر لكي يتابع إنتاجه.

 عم علي يصنع ميداليات عليها صور للمشاهير

وعن احتياجات السوق المتغيرة، وأدواته، يقول "عم على": "زمان كان الإقبال على الميداليات اللي عليها صور المشاهير، دلوقتي الإقبال على الأسماء والحروف أكتر، والشكل الجديد دلوقتي لهدايا المناسبات  الحروف الفوم والبراويز اللي بتتعمل باسم العريس والعروسة ومناسبات التخرج.  الشغل ده عليه إقبال كبير جدًا، خاصًة مع ظهور المكن الكمبيوتر والليز".

ويصف تصميماته التي يُنتجها بواسطة الماكينات الحديثة بالجمود بالرغم من دقة صنعها، حيث يقتنع أن التصميم والقص فن وليس رسمة تنفذ بدون إضافة لمسات يدوية: "المكن اليدوي بيخليك تبدع وأنت شغال وممكن تضيف حاجة جديدة وطول ما أنا شغال إيديا بتشوف إيه الأنسب والأحلى، والقص اليدوي بالرغم أنه قديم والشغل بالمكن الحديث أسرع ومكسبه أعلى بس فيه روح وشكله مميز عن شغل مكن الليزر والكمبيوتر".

 

 حروف وأسماء مزخرفة صناعة عم علي

"الأرزاق على الله والقليل يكفي"، بتلك كلمات يصف المبالغة في ارتفاع أسعار بضائعه بعد بيعها للتجار: "كنت بعمل شغل للمحلات اللي بتبيع الميداليات واكتشفت أنها بتتباع بأسعار عالية أوي أكثر من مكسبها بكتير عشان كده بطلت أبيعها لكل التجار عشان الاستغلال وببيع جملة وقطاعي، وكمان بعمل لافتات حجز بالأرقام للمطاعم بالطلب وده من خلال تسخين ألواح البلاستيك وتبريدها وقص الأرقام ولصقها".

ويسعى عم علي إلى توصيل ما يُسميه رسائل"البهجة" للجميع، وهي عبارة عن لافتات  توُضع علي ورق كرتون ولوائح من البلاستيك تحمل نصائح للشباب للعمل والحفاظ على بلادهم، مازحًا: "فيها عبارات سخرية من ارتفاع الأسعار، وجشع المدرسين، والدروس الخصوصية، وأصحاب المحلات، وارتفاع أسعار الأدوية وكشف الأطباء".


الكاتب

دينا النجار> دينا النجار

شارك برأيك