ريهام الصعيدية تسير على خُطى أوبرا وينفري الأمريكية

ريهام محمد شكل، نموذج للمرأة الأسوانية التي تغلبت على التهميش الذي كانت تعاني منه أسوان.

دينا محمود

ريهام محمد شكل، أو "أوبرا وينفري الصعيد"، كما تحلم أن تكون، تخرجت في كلية الإعلام جامعة القاهرة، وانتقلت إلى أسوان بعد زواجها، لتواجه صعوبات كثيرة أولها عدم إتاحة الفرصة أمام الشباب للعمل في المجال الإعلامي هناك، تُرى ماذا فعلت لتتغلب على التهميش الذي تعاني منها بلدتها الجديدة لتحقيق أحلامها الوردية؟

روت ريهام، قصتها لـ"مصر الناس"، وحكت عن أحلامها، قائلة: "طول عمري كنت بتمنى أبقى زي الإعلامية العالمية، أوبرا وينفري، شخصية قوية عاشت طفولة صعبة في ملجأ أيتام ولكن قدرت تتحدى كل الصعوبات وأصبحت المذيعة الأولى في الغرب، والناس كلها بتحبها، عندها جمهور كبير، إنسانة بسيطة جدًا وتقدم الإعلام بشكل بسيط وسلسل والناس كلها بتعشقها".

أقدمت ريهام على تلقي تدريب "إعداد مذيعين" بإذاعة وتليفزيون الصعيد، و أثناء الدورة التي تلقتها في القناة الثامنة، طُلب من المشتركين، إعداد مشروع تخرج، واختارت هي اسم الفكرة "رسالة إلى الرئيس"، وحصلت على المركز الأول وعُرضت على شاشة القناة الثامنة، قبل انتخابات الرئاسة في 2014.

بعدها تلقت تدريب آخر في مركز دعم الإعلام المحلي، وخلال أعمال التدريب قدمت مشروعًا عن الكهرباء التي كانت تنقطع بشكل مستمر بـ "بلد السد العالي" ، وحصلت أيضًا على المركز الأول، ومن ثم طلبت منها وكالة أنباء إلكترونية العمل معها؛ لما رأته فيها من تميز، ومن هنا تسلقت ريهام أول درجة في سلم نجاحها.

عملت ريهام مع الوكالة، وأجرت أول لقاء مع محافظ أسوان الأسبق مصطفي يسري، وبعدها انطلقت في كتابة التقارير، وتفخر كثيرًا بالتقرير الذي أعدته حول قناة السويس الجديدة، لحصوله على أعلى نسب مشاهدة.

لم تقتصر مجهودات ريهام عند هذا الحد فحسب، بل شاركت في تقديم معظم حفلات المحافظة، كمتحدثة إعلامية بناءً على رغبة المسؤولين هناك، وتسعد بالحديث عن تقديمها حفلة أمام وزير الآثار خالد العناني، خاصة بعد أن وجه الشكر لها على مجهوداتها أمام الحضور.

ريهام شكل، خلال تقديمها إحدى الحفلات بأسوان

أنشأت ريهام فريق لتقديم الخدمات الخيرية تحت اسم "أنت فاعل خير"، يتكون من 12 عضوًا، وهو ما قالت عنه: "نجتمع كل يوم جمعة لمناقشة وطرح أي أفكار جديدة، وحاليًا نستعد لعيد الأم، إن شاء الله هنحتفل في دار المسنين بأسوان ونجبلهم هدايا بسيطة وبعدها هنحضر لشنط رمضان".

وأوضحت ريهام سبل الدعم المالي للفريق، قائلة: «نقوم بجمع المال من مالنا الخاص لعمل الخير بعدة أشكال، فقد قمنا بزيارة أطفال مستشفى مجدي يعقوب للقلب، وقمنا بشراء ألعاب كثيرة لإسعادهم ورسم البسمة على شفاههم، وأيضًا قمنا بزيارة دار رعاية البنين، وكانوا سعداء جدًا لأنهم شعروا أن في حد لسة فاكرهم".

فريق "أنت فاعل خير" خلال زيارته إلى مؤسسة مجدي يعقوب لعلاج أمراض القلب بأسوان

تحدثت ريهام عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، عن بعض أطفال الشوارع الذين يبيعون المناديل وغيرها من الحرف الأخرى، معقبة على ذلك: "أطفال الشوارع دول مسؤوليتي".

وأشارت ريهام إلى إطلاقها بهذا الصدد مبادرة "عيشهم عيشة كريمة"، وكان من ضمن هؤلاء الأطفال الذين تعلن عنهم الطفلة مروة التي شاركت في ماراثون مجدي يعقوب.

وشاركت ريهام بهذه المبادرة في برنامج الملكة من ضمن 45 متسابقة على مستوى العالم العربي، وتم اختيارها كسفيرة للنوايا الحسنة من المركز العالمي للسلام بقيادة الدكتورة هدى عبد الله، وحصلت على المركز الثاني على مستوى الجمهورية من مركز إعداد القادة في إحدى المسابقات.

لم تنس ريهام حلمها على الإطلاق فتسعى جاهدة في تحقيق آمالها بشتى الطرق وما زالت تتذكر كلمات التشجيع التي تلقتها من زملائها في المجال وبعض الإعلاميين المحليين الذين تعاملت معهم بأنها سوف يكون لها مستقبل مميز لشجاعتها وجرأتها تلك رغم صغر سنها.

وعلى جانب آخر على الصعيد الأسري لم تنس مسؤولياتها تجاه عائلتها الصغيرة المكونة من زوجها وابنيها "أحمد" 10 سنوات و"إياد" 7 سنوات، وتقول عنهم: "أولادي أصحابي جدًا لأني بتعامل معهم على إننا أصحاب ودايما بشاركهم كل حاجة ولو حد فيهم عنده مشكلة بيجي يحكيلي من نفسه ونحاول نحلها بهدوء، وبخليهم يشاركوا معايا في عمل الخير حتى يتعلموا حب الخير من صغرهم ويعتادون على الأمر".


الكاتب

دينا محمود> دينا محمود

شارك برأيك