الحنانة .. مهنة تتقنها مصريات الجنوب

طريقة عمل الحنة "بأسوان"

مصر الناس

كتبت – فاطيما صفوت

"الحنة روح المناسبة عندينا والعروسة من غير حنة متبجاش عروسة"، هكذا بدأت مروة بشير ابنة قرية جبل تقوق بالنوبة (جنوب مصر) حديثها حول عملها كـ "حنانة" أي رسامة حنة كما يطلق الأهالي في أسوان على من يشتغلون بتلك المهنة حيث استعرضت تاريخ رسم الحنة وطرقها المختلفة.

في البداية قالت مروة لـ "مصر الناس"، إن شهرة أسوان بالحنة ترجع لوجود النوبيين بها فهم يعشقون استخدام الحنة منذ القدم بطرق مختلفة كما أنها تعد سنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فضلًا عما تبعثه من راحة نفسية على مستخدمها أما الآن لم يعد استخدامها قاصرًا على أهالي أسوان أو النوبة فحسب وإنما باتت الوافدات من النساء تسخدمها لأغراض جمالية متنوعة.

بصراحة أحلى

وروت أسباب حبها لهذا الفن قائلة: "حبي الشديد للرسم وتشجيع والدتي لتنمية هذه الهواية إضافة إلى عمل أقاربي بهذا المجال كلها أمور دفعتني للأنخراط بهذا العمل".

وأضافت أنها كانت تذهب اليهم في صغرها لأخذ بواقي "قراطيس الحنة" وترسم لأصحابها في القرية حتى التحقت بنشاط الرسم بمدرستها الثانوية حيث التقت هناك بصديقات لهن نفس الهواية. وبعد إنتهاء الدراسة، قمن بتأسيس مشروع كوافير خاص بهن أطلقن عليه اسم "بصراحة أحلى" لتجهيز العرائس.

واستكملت حديثها، مشيرة أن تجهيز الحنة قديمًا كان يتم بعجن حنة عادية نقوم بتنقيتها عبر المصفاة "الغربال" عدة مرات، ثم نضيف لها مياه "الصبغة الحجر" وهى المواد التي يتم جلبها من عند العطار، ثم نقوم بغليها بالماء على النار ثم نصفيها لنعجن بها الحنة، ذلك بعد وضع قطرات من "المحلبية" وهى عبارة عن زيت معطر للترطيب نأتي به من السودان يتميز بإضفاء اللون الاحمر على الجلد، وفي النهاية نعبئها "بالقراطيس" المخصصة وبهذا تكون جاهزة للرسم.

ولنجاح طباعة الرسمة علي اليد قديمًا كان هناك ثلاثة طرق:

1) بواسطة الحنة الحمراء: كانت هذه الطريقة تتم بعجن الحنة العادية بالمحلبية فقط، ثم توضع لفترة من الوقت وتغسل لتظهر باللون الاحمر في النهاية 

2) من خلال الدخان: وذلك من خلال إحضار خشب النخيل المخصص للحنة وإحراقه ثم إطفائه، لأستخدام الدخان المتصاعد منه عبر وضع اليد فوقه ولفها جيدًا لأحكام الدخان عليها، وذلك لفترة حتي طباعة الرسمة جيدًا، ويُقال أن هذه الطريقة مفيدة لأنها تخرج الرطوبة من هذه الأماكن.

3) بواسطة الأكسجين الطبي من الصيدلية: من خلال أكسجين طبي ذو تركيز معين من الصيدلية ووضع قطنة به وتمريرها على الرسمة عدة مرات حتي تطبع، وهذه الطريقة لمن لا يستطيع تحمل الدخان.

ورود ومربعات

أما الحنة الآن فأصبحت تعجن "بالصبغة البايجن" التي يتم جلبها من السودان بدلًا من "الصبغة الحجر" وذلك بعد منع عجن الحنة بها في السودان، ونظرًا لان بعض طباع النوبيين هي نفسها طباع السودانيين خاصة فيما يخص استخدامات الحنة سارت أسوان على نهجها في هذا التغيير.

وبالنسبة لرسومات الحنة، فهى عبارة عن أشكال متداخلة من الورود والمربعات، وغالبًا ماكانت تميل العرائس لرسومات عديدة أما الآن فالإتجاه بات نحو البساطة. وتتراوح أسعار رسومات العرائس بين 350 إلى 500 جنيه أما بالنسبة للفتيات تتراواح الأسعار بين 30 إلى 70 جنيه.

وأنهت مروة حديثها مبتسمة قائلة: "أتمنى أن يصبح لمحلنا فروع كثيرة في مصر وخارجها وأن نقوم بتدريب فتيات كثيرات على رسم الحنة" كما تمنت أن يسعى كل شخص لتحقيق حلمه.

"مروة بشير" ترسم الحنة لحد سيدات النوبة

 


الكاتب

مصر الناس> مصر الناس

شارك برأيك