سارة سمير.. تجربة نجاح قوامها الإرادة والتحدي بإمكانيات محدودة

سارة سمير تحرز ذهبية النطر في رفع الأثقال بدورة ألعاب البحر المتوسط.. صور أرشيفية

أسماء باسل

دائمًا ما نعتقد أن النجاح يأتي بعد عُمر مليء بالخبرة، أو بالعيش في مكان مؤمّن بالتسهيلات، ننبهر أمام من يقدمون نجاحًا بإمكانيات أقل مما نعتقد؛ لينسفون تابوهات النجاح التي لطالما أعاقت الكثيرين عن تحقيق إنجازات كانت على بُعد قليل منهم.

سارة سمير، الربَّاعة المصرية الصغيرة، ابنة قرية الهوانية-القصاصين بمحافظة الإسماعيلية، إحدى النماذج التي تُبهر العالم الآن في دورة ألعاب البحر المتوسط، بقدرتها على قنص ميداليات ذهبية من منافسين ومنافسات لديهم فرص كثيرة في التدريب والرعاة واتحادات مستقرة.

 رغم كل شيء تُصرّ سارة على أن تتوسط منصة التتويج ليرتفع أمامها علم مصر عاليًا على أنغام موسيقى النشيد الوطني، وهي أصغر لاعبة تُوجت على منصات التتويج في دورة الألعاب الأوليمبية ريود دي جانيرو التي أقيمت عام 2016، والتي التحقت بها بعدما ضحت بأداء امتحان الصف الثالث الثانوي، لم تستطع وقتها تعويض الامتحان، لكنها عادت ببرونزية أوليمبية.

سارة سمير تحرز ذهبية النطر في رفع الأثقال بدورة ألعاب البحر المتوسط.. صورة أرشيفية

بدأت سارة، ممارسة اللعبة في الحادية عشر من عمرها، والتحقت بمدرسة المؤسسة العسكرية، بتشجيع من أخيها الذي كان مدربًا لرفع الأثقال، وكذلك أبيها الذي كان يمارس نفس اللعبة، وكانت تتمنى أن يراها تحصد الجوائز العالمية، لكنه تُوفي قبل أن تحقق سارة برونزية أوليمبياد ريو دي جانيرو، ربما كان القدر أشد لُطفًا حينما سمح لأبيها أن يراها تحصد جوائز عالمية قبل هذا الأوليمبياد، استهلتها سارة من الصين عام 2014 في أوليمبياد الشباب.

 وأهدت سارة لأبيها الميدالية الذهبية لأوزان مختلفة بين خطف ونتر بفارق 18 كيلو جرام عن أقرب منافسيها، وبهذه الميدالية أصبحت سارة أول امرأة مصرية تحصل على ميدالية أوليمبية في منافسات السيدات، ثم حصلت على برونزية أولمبياد ريو دي جانيرو في أوزان نتر وخطف بمجموع 255 كيلو جرام.

وقبل ذلك، حصدت سارة ثلاث ميداليات ذهب في بطولة إفريقيا للناشئين في تونس 2012، ثم بطولة إفريقيا للشباب بتونس أيضًا بواقع ثلاث ميداليات ذهب، بعدها بطولة العالم للناشئين في بيرو بثلاث ميداليات ذهبية، وغيرها العديد من الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية، كان آخرها ذهبيتي بطولة ألعاب البحر المتوسط المقامة في مدينة بتاراجونا الإسبانية هذا العام.

تاريخ قصير لشابة صغيرة ذات إصرار، مليء بالإنجازات؛ دفع الفتيات إلى الرغبة في ممارسة اللعبة في مدينتها خاصةً، لتتسبب سارة بشكل تلقائي في رفع عدد الفتيات المُسجلات في الاتحاد المصري لرفع الأثقال بعد حصولها على برونزية ريو دي جانيرو، والتمهيد للفتيات والسيدات في طريق الألعاب الصعبة التي شابتها هالات من الترهيب وعدم وملائمتها للسيدات.

وبالرغم من محاولات الإحباط التي كانت تواجهها من البعض بالمفارقة بين ممارستها للعبة رفع الأثقال وكونها أنثى، إلا أنها واصلت إصرارها على النجاح الذي تحصده الآن.

هكذا أكدت سارة أنه ليس هناك ألعاب مخصصة لغير النساء، وبرهنت أن النجاح في أي لعبة لا يشترط سن أو جنس، بل تركيز ومثابرة وإصرار على النجاح.

 


الكاتب

أسماء باسل> أسماء باسل

شارك برأيك