ماذا تعلمت الست رابحة بائعة الخضار بعد 65 عاما من التجارب

هنا تجلس الست رابحة يوميا منذ أكثر من 30 عاما

هاجر البلتاجي

65 عاما هم عمر الست "رابحة" لم يتمكنوا من إخفاء هذه الملامح الطيبة البشوشة، التي تستقبل بها كل من يتعامل معها من مرتادي أحد الأسواق الشعبية في مدينة طنطا حيث تعيش وتعمل في بيع الخضروات منذ أكثر من 30 عاما.

سبعة أبناء هم رصيد الست رابحة من الدنيا، أربعة أولاد وثلاث بنات، تفانت في تربيتهم وباعت حصتها من ميراث أبيها وهم 6 قراريط من الأرض حتى تبني بيتا وتقوم بتزويجهم، ورغم ذلك فإن الدنيا أخذتهم ولم تعد تراهم إلا قليلا عندما يزوروها.

بخفة روحها وبشاشة وجهها وكلامها الحلو تأسرك فلا تستطيع أن تمر من أمامها إلا وتشتري منها شيئا، فهي تعمل حتى لا تحتاج لأحد وتنفق على نفسها وزوجها الذي لم يعد يتمكن من العمل لكبر سنه بعد أن كان يعمل بالأجرة في الأراضي الزراعية "أنا باشتغل من صغري من قبل ما اتجوز وقلت هاتهنى لما اتجوز وارتاح لكن فضلت اشتغل واتعب أكتر، بس الحمد لله رضا."

أما أبنائها فيوم عمل والآخر لا، فلم يُكملوا تعليمهم وخرجوا منه في المرحلة الإبتدائية، أما البنات فلم يذهبوا للتعليم من الأساس وتقول "وهما اللي اتعلموا خدوا ايه من العلام، لا معلمتش ولادي لكن أهم حاجة التربية وإنهم يتعلموا صنعة تفيدهم وينجحوا فيها" .

تضيف الست رابحة "أنا باشتغل وباصرف على نفسي وبيتي علشان متحوجش لحد من عيالي أو زوجاتهم"، فعلي الرغم من سنها الكبير إلا أن كرامتها لا تسمح لنفسها أن تعتمد على أحد، مهما كان دخلها متواضع "الشغل ميعرفش سن ولا كرامة، كرامتك في إنك تكسب من عرق جبينك وتحمد ربنا ومتمدش إيدك لحد" هكذا لخصت الست رابحة تجربتها في الحياة في كلمات بسيطة.


الكاتب

هاجر البلتاجي> هاجر البلتاجي

شارك برأيك